ONline

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

عاداتي وتقاليدي.. اذهبي للجحيم



كم هو ضروري أن نمحو من ذاكرتنا بعض العادات والتقاليد الخاطئة المُتعفنة والراسخة في عُقولنا لدرجة أشبه بالعُرف، فحياتنا اليومية أصبحت عادات وتقاليد مُتكررة أغلبها خاطئة، ولكنه نظرًا لأن (أهالينا علمونا كده) فأصبحت التقاليد من الأشياء المُقدّسة الممنوعة الاقتراب أو تحديثها أو مجرد التفكير فيها والخروج عن المألوف بعض الشىء.

انُظر إلي يومك الروتيني من بدايتهِ وحتى نهايتهِ، ستجدُ أنَكَ تفعل هذا لأن (بابا قالي كده) ولا تفعل ذلك لأن (ماما قالتلي متعملش كده)، وماذا عن عقلِك الآن، فأخبرتني العادات بعض الأشياء العجيبة التى لم ولن يقتنع بها عقلي الكسول الذى أحاول أن أدفعُه إلى العمل دائمًا (عشان ميتربش مـ الركنة).

فبدأت حياتى بولادة لا أعلم مُجمل تفاصيلها وبعدها بأسبوع واحد فقط، بدءوا بنقل العادات المُتعفنة المُتعلقة في أذهانهم إلى عقلي الذى لا يفقه شيئًا مُطلقًا، فكانت أول العادات التي عرفتها منهم قمة في الإزعاج، فرأيت بعض الأقارب يُبعثرون الملح يمينًا ويسارًا وأخرى من هُواة الإزعاج ظلت مُنهمرة في دق الهون في الثانية الواحدة بسرعة كبيرة خوفًا من الحسد، وأنا أخاطب نفسي في صمت "ما هذا العالم الذي قد أتيت إليه"، لأجد الإجابة بعدها (اثبت يا وحش)، وإذا بالمزعجة تهتف مرة أخرى (اسمع كلام أمك، متسمعش كلام أبوك) فترد أخرى (اسمع كلام أبوك، متسمعش كلام أمك) ليرد البعض (سيبك من أمك وأبوك واسمع كلامي أنا)، لأجد الإجابه لهم ممزوجة بالشتيمة (أنا مش ناقص مزاولة يا ولود الـ ...).

 وظللت حيًا بنفس العادات حتى وصلت لعمر العامين، وإذا بعادة جديدة تُخبرنى بأنه لا بد أن أبدأ الأكل بــ "بسم الله الرحمن الرحيم"، وذلك ليس لأنه ديننا يحث على ذلك، ولكنها قيلت مُجرَّد رغبة في (إننا منأكلش الشيطان معانا)، وبدأت أفعل وآكل أيضًا حتى تبقى بعض الطعام، وأنا أخاطب نفسى سرًا "ما كُنت سمّيت وأكلت الشيطان معايا وآخدت ثوابُه بدل ما الأكل ده يترمي".
وتوالت العادات عفِنة تلو الأخرى حتى سن الرابعة لأجد بعض العادات الأغرب، ألا تأخذ الحلوى من الجار أو من أحد الأقارب حتى يصدر الفرمان من الست الوالدة (خلاص خدها يا حبيبى)، وسنة تلو الأخرى والعادات تترعرع في الذهن الذى أصبح شبيهًا بالحاسب الآلى ليس لذكائه بل لأنه اعتاد أن يستقبل العادات وينفذ دون التفكير فيها.

 فوجدت في نفس الفترة عادة جديدة تخبرنى بألا أقوم باللعب في المقص كثيرًا (عشان بيجيب الفقر)، وإذا كان التيار منقطعًا فلا تشعل الشمعة في المرحاض (عشان متتلبسش)، وألا تترك الحذاء وجهه لأعلى (عشان كده حرام).
وبدأت أن أشُم رائحة كريهة تتبادر من الذهن لكثرة العادات به، فما أن وصلت لسن الرابعة عشر لأجد عادات جديدة أخرى.. ألا تناقش شخصًا كبير السن حتى وإن كان لا يفقه شيئًا فيما يتحدث، لأن (أكبر منك بيوم.. يعلم عنك بسنة)، وأنه إذا حاولت التوفير لسبب ما (تبقى بخيل)، وحينما تتلفظ الإنجليزية بطريقة صحيحة فتُصبح (شاب طرى)، وإذا بطائر ما فعل ما نفعله من عمليات إخراجية (يبقى هتتكسى).. ولا أفهم ما علاقة (الـ .ـ... باللبس الجديد).

وإذا بسن المُراهقة لأجد عادات أحدث عَفَانة، لتُخبرنى العادات أن النجاح يتلخص في دخول كُليات القمة فقط (والباقيين فشلة)، مما دَعَا إلى قتل الآلاف من المواهِب الباحِثة عن النجاح دراسيًا من أجل دُخول كُلية القمة، وأن تُعارض الجميع في بعض الأشياء (عشان تبقى محايد)، وعندما تسقط إحدى رموش العين (يبقى فيه حد بيفكر فيك)، فمرت مرحلة تُقدّر بثلاث أرباع العمر تقريبًا، ولكنها مثلت رُبع العادات العفنة فقط، لأن ما تبقى من عادات راسخة (شيلناه لوقت عوزة) وهو سن دخول الجامعة.
فبدأت (الروشنة) ببعض العادات وأن السائق بسُرعة عالية في الطرق (أمه اللى جابتهاله)، وأن أي شخص هوايته الرسم أو الغناء فيصبح (عيل فرفور)، وأن تحاول الفشل في دراستك الجامعية علي قدر الإمكان (عشان متدخلش الجيش)، ودعاء الحاج بارك الله فيه بتمنيه انضمامي للخدمة العسكرية حتى تصبح راجل "على حد قوله".
وعندما تُنهي دراستك وتبدأ في العمل فتجد عادة أحدث في انتظارك.. فإذا كان راتبك قليلًا فلا داعي لإخبار الناس عنه بمبدأ (داري على شمعتك تـقـيد) وإذا كان كثيرًا فلا تخبر به أحدًا أيضًا (عشان الحسد)، ولكننى أرى أنه لا جدوى مِن هذا لأنه بمُجرد أنك تعمل في هذا البلد فهو ما يستحق الحسد.

 وعندما أبدأ التفكير فى الزواج أجد أمي تخاطبنى (إيه رأيك في بنت خالتك، وأهو اللي نعرفه أحسن من اللى منعرفوش)، لتجد أعز أصدقائك يقوم بالرد (يا حبيب مامى)، فتذهب لتكمل النصف الآخر من الدين (باعتبار إن النُص الأول موجود)، وتدخل منزلًا جديدًا لتجد عادات آخرى، أنه يجب على العروس أن تقدم القهوة للضيوف ووجهها ناظرًا للأرض (عشان لازم تتدلق.. ودلق القهوة خير).
 وربما قد يؤجَل لأن (العروسة لسه بتدرس) ،فتجد نفسك ترد بعادة عفنة نتيجه تكاثر العادات اللا إرادي في الذهن (ما هي كده كده الشهادة هتتعلق في المطبخ)، وحتى بعد الزواج تظل العادات مُستمرة وراسخة في الذهن.. فالزوج الذي يستشير زوجته في شىء ما (تبقى مراته اللي ممشياه).

السبت، 19 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (4)


لطالما تمنى المواطن أن يستقل طائرته الخاصّه ويذهب بها إلى كل مكان بالعالم ليرى جماله ، ويستقر ويهبط بها على جزيره بعيده عن ازعاج عالمه القريب الذى لا يُفارقه ، هارباً من الإزدحام المصرى الروتينى اللازم تواجده ، واستفاق من أحلامه وهو جالساً فى " المينى باص " المُتجه إلى وسط المدينه لزياره بعض الأصدقاء ، وإذا بالسائق يخاطب الرُكاب ..
- اللى عايز السودان ولبنان يقرب ع الباب
*فهلع بعض الرُكاب على حافه النزول من المركبه قبل أن يرد عليه آخرون طلبوا منه وصفه سريعه للذهاب إلى شوارع ( سوريا - عدن - اليمن - إيران ) المجاوره للمنطقه المُتواجَد بها السياره * .
فبعد أن سمع المواطن أسماء تلك الشوارع ، رجع له الأمل من جديد ، وقد وضع فى مُخيلته أنه يستقل طائرته الخاصه ويمر على تلك البلدان وليس مجرد شوارعها ، وقد عزم النيه على أن يذهب بها إلى دول الجامعه العربيه كلها " من خلال الشارع المُسمى عليها " .
وكان السائق يساير حلمه بسرعته العاليه حتى اعتقد المواطن أن الحلم سيتحول لحقيقه ، فاندمج المواطن مع جنون السائق وقام بإغلاق عينيه ليكتمل الحلم .. 

وكانت استفاقته الأولى من أحلامه الزائفه ممزوجه بشعور انسحاب روحه من جسده .. فقد اضطر سائق الطائره " المينى باص " الهبوط اضطرارياً من أعلى الكوبرى ! 


عبدالرحمن شاكر

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (3)


فى الثامنه من صباح يوم جديد مُفعّم بالتفاؤل ، خرج المواطن من منزله مُتجههاً إلى السجل المدنى الخاص بمنطقته لإسخراج شهاده وفاه لجده مُحضراً معه كل البيانات المطلوبه لإستخراجها من تاريخى ميلاد ووفاة جده ، وإثبات شخصيته التى ستُثبت صله القرابه بينهما ، وإحتراماً لقواعد النظام العامه وقف المواطن فى طابور أوله أمام موظفه السجل المدنى وآخره يبعُد خمسه عشر متراً من بوابه الخروج من السجل المدنى ، وبعد مرور ساعه ونصف تقريباً من وقوف المواطن بالطابور المُشمس وسيره فيه كالسلحفاه وصل إلى أول الطابور وبدأ بمخاطبه الموظفه ..
- عايز أطلع شهاده وفاه لجدى
- اسمه ايه .. * قالتها بطريقه إشمئزازيه من المواطن غير ناظره اليه *
- مروزق حامد ربه
- تاريخ ميلاده
- 1 يناير 1919
- لأ دى مش من السجل ، دى تجيبها من دار المحفوظات فى القلعه .. إللى بعده .
- طب حضرتك .. * فردت مقاطعه *
- ياللا يا أستاذ خلصنا .. قولتلك مش هنا .
فخرج المواطن مُحبطاً حزيناً على ضياع وقت الوقوف فى الطابور ولكنه عزم على التوجه إلى القلعه حيث دار المحفوظات ، وعندما وصل إليها قرر عدم إحترام قواعد النظام قبل أن يتأكد من وجود مُبتغاه بالمكان ، فسار  إلى أول الطابور ووجه كلامه للموظف ..
- لو سمحت كنت عايز * قبل أن يعارضه عشرات المُصطفين ويقاطعه الموظف *
- أقف فى الطابور يا أستاذ بعد إذنك .. متلغبطليش الدنيا
- أنا عايز أسأل على حاجه بس
- الإستعلامات هناك أهى
* فتوجه إلى الإستعلامات مُخاطباً الموظف *
- هو المفروض أطلع شهاده وفاه لجدى منين
- تاريخ ميلاده ايه
- 1 يناير 1919
- دى تطلعها من السجل المدنى
- منا روحت وموظفه السجل قالتلى من دار المحفوظات
- ليه هو جدك مات قبل 1950
- لأ مات 2002
- لأ .. اللى فى دار المحفوظات اللى ماتوا قبل 1950 بس ، إرجع تانى هاتها من السجل المدنى وفهمها إنه مات 2002 مش 1919 عشان ممكن تكون إتلغبطت بس .
- طب أنا ذنب أهلى إيه إن هى غبيه ومش مركزه فى الكلام
- وأنا مالى يا عم ما تروح تسألها هى * فتركه المواطن متجهاً إلى الخارج قبل أن يناديه الموظف مره آخرى * ، بقولك ايه .. لو لقيت عم رمضان الفراش بره وإنت خارج قوله يبعت لى شاى هنا .
فاكتفى المواطن بسبه سراً منعاً للمشاكل ، وقرر العوده مره آخرى إلى السجل المدنى ودخل إلى الموظفه مباشره متلاشياً الطابور ..
- انتى مش قولتيلى شهاده الوفاه من دار المحفوظات
- آه
- أنا روحت وقالى إنها من السجل عادى
- ياعم اللى مات قبل 1950 فى دار المحفوظات
- أنا قولتلك اتولد 1919 مش مات 1919
- لا والله .. يبقى أنا إتلغبطت .. معلش
- معلش ! ، طب إتفضلى طلعيهالى وخدى الورقه اللى فيها البيانات أهى
* عملت سيرش على الكمبيوتر بالبيانات اللى إدهالها المواطن والنتيجه مفيش وجود للبيانات دى *
- البيانات دى مش موجوده على الكمبيوتر
- يعنى إيه .. جدى ده كان فوتوشوب
- روح اسأل فى مصلحه الأحوال المدنيه فى العباسيه
- ودى هلحقها النهارده
- آه يدوبك
فخرج المواطن مره آخرى بإحباط جديد من السجل المدنى فى أمل أن يعثر على ضالته فى هذا اليوم وسرعان ما توجه إلى العباسيه ودخل مباشره مُخاطباً بعض الماره على بوابه الخروج من المصلحه على مكان إيجاد ضالته ، ثم وصل إلى المكان الذى وصفوه له .. وروى روايته إلى الموظف مُتسائلاً ما عليه فعله ، فأجابه الموظف ..
- البيانات لو مش موجوده فى السجل ودار المحفوظات بتجيب إستماره فقد بيانات وتملاها وتقدمها للجهه اللى طالبه البانات دى منك ودى بتحل مكان البيانات المفقوده
- وأجيب استماره فقد البيانات دى منين
- من السجل المدنى التابع ليك
- أقولك على حاجه .. حسبى الله ونعم الوكيل ، أقولك حاجه تانى .. الله يحرقك يا جدى .




عبدالرحمن شاكر



الخميس، 3 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (2)

بعد إنتهاء المواطن من عمله وإنتظاره فى موقف سيارات الأجره بضعه ساعات منتظراً أى سياره قد تأتى وتنقله إلى منزله ، وفى ظل التزايد البشرى قد شاهد سياره قادمه من بعيد وأخذ ينظر حوله ويراقب تحركات من حوله آملاً فى الإلحاق بمقعد خالِ فى السياره ، وبعد إقتراب السياره وهجوم المُنتظرين عليها ناظرين إلى قائدها الذى ينظر إليهم ببروده تامه ويخبرهم " مش هحمّل دلوقتى " ، فيستقبل ما فيه النصيب من السُباب سراً مع قليل من الدعاء ومقدار بسيط من الحسبنه .

وبعد أن أعطاهم جُرعه الذُل من وجهه نظره قرر أن يسمح لهم بالركوب بأجره زائده مع الخضوع له آملين فى الوصول ، وبعدما تحرك فى طريقه بالسرعه الجنونيه وبدأ فى إشعال القِرطاس الصغير الذى لا يُفارقه ، وبدأ فى فتح زُجاجه مكتوب عليها "ID" ، فبدأ فى الشُرب من كليهما ، والسُرعه تزداد ، وكأن ما يشربه يصل إلى مكان تخزين الوقود بالسياره لتُزيد من سُرعتها ، فبدأ المواطن فى الإضطراب وقرر مُخاطبه السائق ..
- ياسطى براحه شويه
- أنا عارف بعمل ايه
- وأما نلبس فى حاجه يعنى هيبقى حلو
- والله أما نلبس فى حاجه ابقى اتكلم !
فقرر المواطن مُخاطبه الشُرطه عبر هاتفه لإيجاد حلاً لهذه المُشكله ، وعندما اتصل فكان الرد عدم المزح معهم ، وأنه إذا كان البلاغ خاطئاً سيتعرض إلى المُسائله القانونيه ، فأكمل المواطن مُكالمته إلى أن وصل إلى أحد رجال الشرطة هاتفياً وبصوت مُنخفض حتى لا يسمعه سائق السياره ، بدأ فى الحديث معه ..
- حضرتك احنا راكبين دلوقتى ميكروباص والسواق ماشى بسرعه جنونيه وبيشرب مُخدرات وازازه كده مكتوب عليها " ID "
- انت بتقول ايه .. الكلام ده بجد
- أيوه يافندم واحنا دلوقتى ع الدائرى .. ممكن حد ينقذ الموقف
- استحاله اللى بتقوله ده ..أنا بدور على الـ "ID بطيخ " من امبارح مش لاقيها

عبدالرحمن شاكر

الجمعة، 30 أغسطس 2013

حكايه مواطن مقهور

خرج المواطن من منزله مبكراً متوجهاً إلى عمله ، فتوجه إلى الطريق وكعادته اليوميه تذكّر حوادث الطرق المتكرره التى يراها أمامه ، والتى يقرأها ويراها فى بعض وسائل الإعلام ، فقرر التركيز برهه من الوقت ليستطيع عبور الطريق بلا خسائر ، فأخذ ينظر بتمعن إلى اليسار ناحيه السيارات القادمه المسرعه وينتظر أن يخلو الطريق شيئاً فشيئاً كى يستطيع أن يعبر بسلام .

مرّ كثيراً من الوقت ناظراً يساره يصطحبها إهمال من سائقى المُسرعات ذوى اللامبالاه بالمُشاه .. وهكذا . إلى أن خلا الطريق نسبياً على يساره وكانت أقرب سياره للمواطن على بُعد تقريباً 300 متر وتسير بسرعه متوسطه ، ويستطيع المواطن أن يعبر بكل راحه من أمامها ، فشرع المواطن فى العبور مقاطعاً الطريق وناظراً إلى السياره التى تقترب منه ، سمع صوتاً مروعاً ليصيبه بارتباك ، ولكنه سرعان ما اطمئن لانه يرى أن السياره القادمه لا زالت بعيده ، وكان هذا الصوت قد سمعته من قبل فى أحد الأفلام لسفينه ماره من قناه السويس ، ولكن كان الصوت هنا لمقطوره آتيه من يمين نفس الطريق الذى لم ينظر إليه المواطن ، وبسرعه أكبر من سياره اليسار التى أصبحت تبعد 10 أمتار عن المواطن ، لينظر المواطن بتعجب الى يمينه والى يساره ليجد نفسه نقطه المنتصف بين سيارتين مسرعتين كلاهما تبعد مقدار ثلاثه أمتار عنه ، الله يرحمه .. مات مفزوع !

الأحد، 11 أغسطس 2013

ثانويتنا حماها الله



المقال نُشر فى مجله " كلمتنا " عدد شهر 7 


ما هى الثانويه العامّه ؟!
 سواء كنت من ذوى الخبره أو من المستغيثين حالياً أو من المقبلين على الجحيم ، بالتأكيد قد قمت بتخريف واضح على هذا السؤال .

تعتقد أن لها أهميه كبيره فى حياتك عن طريق كلمه " ذاكر " التى أصبحت ( حلقه فى ودنك ) ، وربما هى الفتره الدراسيه التى يميزها الفشل والهلس ، أو تلك التى تنتظر فيها الأعياد الرسميه والمناسبات بفارغ الصبر وكأنها تأتى كل سبع سنين مره بغض النظر عن الأجازه المُضاعفه ، ولعلها المرحله التى تتوهم فيها بالاجتهاد الزائد فترفض الخروج مع الأسره وتُفضّل الاستقرار بالمنزل قبل أن تنفرد بك مُسببات الفشل الالكترونيه !

ولكن ما أحلاها مرحله تعتاد بها على المُذاكره فى بيت صديقك الذى يملُك ( بلايستيشن ) ، وتتأكد فيها أن الدروس الخصوصيه عباره عن ( قعده عرب ) مكونّه من أصحابك يرأسها مُدرس غلبان فاكر نفسه فاهم دماغكوا وذلك قبل أن يتغير مكان الدرس الى القهوه ، وعادهّ بيبقا الضحك للرُكب فى الفتره دى .. وكل يوم من ده عملاً بمبداً ( ساعه الحظ ما بتتعوضش ) !
وعلى غير العاده تُلبى دعوه بيتك الثانى ( زورونى كُل سنه مرّه ) ، وتتوجه الى المدرسه بين قوسين النادى .. نادى بتشقى فى ملعبه قبل الراحه فى المركز الاجتماعى للنادى ( الفصل ) ، ونظراً للملل الذى عادهً ما يعصف بِك داخل بيتك الثانى ، فتبدأ بمُمارسه الباركور على جُدران النادى فى اتجاه واحد فقط ، أو مش يمكن تكون هى فتره الحفلات والخروجات ودورات الكوره ( كل ده وانت فى الدرس طبعاً ) ، أو ممكن توصفها بانها فتره الغنى فى حياه الطالب المصرى ، أو يمكن هى الصدمه اللى بتستقبلها لما تعرف ان ارقام الجلوس نزلت والجدول اتعلق ، أو مُمكن هى حُرقه العشره جنيه وأربعين قرش اللى بتعمل بيهم اعاده القيد قبل الامتحان عشان تاخد رقم الجلوس .. يمكن تكون هى دى الثانويه .

طبيعى لما المراجعات النهائيه تبقى فى الساقيه والمُذاكره تبقى على الفيسبوك وتويتر أو فى الموبايل ان الغش فى الامتحانات يبقى بالبى بى ام ، بس مش طبيعى أبداً ان رئيس اللجنه يهددنا كل يوم بعدم دخول الامتحان الجاى ، مكنتش ساعه الا ربع يعنى بنتأخرها كل يوم فى دوره البلايستيشن الصبح !
ولما تدرس ( تاريخ ) درسته قبل كده أربع مرات و ( أحياء ) درستها قبل كده مرتين و ( نصوص ) درستها قبل كده بعدد لا نهائى ، وتكون بتدرس حاجات انت مش ناوى تتخصص فيها وتسأل نفسك " ودى هستفيد بيها فى ايه ؟! " ، طبيعى ان فى أول محاضره ليك فى كُليّتك ان الدكتور يقولك " انسى كل اللى درسته قبل كده ! " .

من وجهه نظرى الثانويه العامّه زيها زى أى مرحله دراسيه والناس بتعملها بروباجندا ملهاش أى لازمه ، " متستقلش بيها ومتديهاش أكتر من قدرها " لانك كده كده فى الآخر هتخش كليه على مزاجهم وهتشتغل شغلانه تانيه خالص على مزاجك انت ، فلو حاطط أملك فى تنسيق كويس أحب أقولك انى كنت علمى علوم وبقيت فى حقوق ، ده بغض النظر عن التوزيع الجغرافى الرائع الى بيودينى من أكتوبر لجامعه حلوان .

للمتابعه

عبدالرحمن شاكر

الأربعاء، 31 يوليو 2013

الصديق المفقود


أبحثُ عنه طوال فتره ليست بالقصيره ، أسأل عنه كل من يعرفه وعلى علاقه به ، أذهب إلى الأماكن التى اعتاد على التواجد بها فى أوقات محدده ، أستطيع أن أتذكره بوضوح مهما مرَّ عليه الزمان ، يعصفنى بوابل من الذكريات لينتابنى شعور متناقض فى استرجاعها ، سعادهً للذكريات الجميله التى جمعتنا ، وحُزناً على فقدان هذا الصديق ، صديق الطفوله الذى لا أعلم إلى أين ذهب ، الصديق الذى كان أحد أسباب سعادتى فى بعض الأيام ، صديق ٌ إعتدت على ملازمته فى معظم الأحيان ، صديق يملك أسرار الطفوله كلها ، صديقاً كان ينير طريقنا .

صديقى المفقود .. يخبروننى أنه لازال موجوداً ولكنى لا أراه ، أود أن أجد مثله فى تلك الأيام ، وأرغب فى استرجاع الماضى بتفاصيله التى عشتها معه ، شكراً صديقى .. شكراً الفانوس أبو شمعه !


عبدالرحمن شاكر

الأحد، 14 يوليو 2013

طريق إجبارى !



" بُص يابنى .. سنتين الثانويه دول أحسن أربع سنين فى حياتى " ، هكذا بدأت أستقبل بعض المعلومات عما يسمى الثانويه العامّه ، فقد ساعدتنى ذاكرتى السمكيه على غير المعتاد على تذكُر ما قد قيل لى عن هذه المرحله وأنا على وشك القفز بداخلها ، فكما علمت من السابقين أن هذه المرحله عباره عن ( سنتين دراسيتين " على الأقل " ، طوال جداً ، بنطيّن الدنيا فى أول سنه قبل ما نعوّض فى السنه التانيه ، مش صعبه دراسياً قد ماهى صعبه كضغط نفسى ، تصبح بداخلها انسان روتينى مُمل ، بتجيلك أفكار انك تبقا عايز تجرب كل حاجه فى حياتك فى السنتين دول ، وتنهى هذه المرحله بـ " هو كان بيكلمنى فى ايه ؟! " ) .
وسط تحمُس شديد وترقب عائلى واضح تضع أولى خُطواتك بنيّه طيبه داخل طريق لا تعرف كيف ستكون نهايته ، ولكنك تقرر الخوض فيه بروح معنويه عاليه ، كاتماً كُل الأفواه المُشككه فى قدرتك على عبور هذا الطريق الى آخره بنجاح غير مسبوق ، مع دافع معنوى بمقوله ستتأكد فيما بعد أنها كانت مجرّد اشتغاله " اتعب فى السنتين دول عشان ترتاح فى باقيه حياتك " .

فتبدأ بتنظيم وقتك تمهيداً لبدايه الدراسه بجدول زمنى بسيط يبين مواعيد الدروس الخصوصيه متجاهلاً المدرسه نفسها ، موضحاً لمواعيد المُذاكره غير مُبالياً بقضاء أوقات الفراغ التى لم يشهدها جدولك ، مع عزم شديد ونيّه مُبيته على قتل الهوايات ، جدول مُبسّط يتكون من ثلاثين يوماً قابل للتجديد عند انتهاءه بشرط موافقه كل من يُدخَل عليه التعديل من مواد وأوقات فراغ ودروس ومُذاكره .

قد مرّ الشهر مرور فيلاً قد أُصيب بالشلل قبل حضور تاليه بمرورٍ أقل سرعهً من سابقهِ ، وذلك قبل أن يتحول الشهر الى السير كسلحفاه شرعت فى سباق على طريق مائه كيلو ، هنا قد أُصبت بالملل ، وقلّ حماسك ، وفتُر نشاطك ، وملّ عقلك ، ورفضك جسدك أن تكون مُدبراً له قاضياً عليهِ . غاب التركيز شيئاً فشيئاً وتأجلت الواجبات بحجه ( لسه بدرى ) ، فتفكر فى العوده لحياه الهلس التى اعتدتُ عليها قبل دخولك لمغاره الثانويه ، وهى حياه تتلخص فى الاستقرار على ما يُطلق عليه " المخروب " ، ونسميه نحن " الكمبيوتر " ،  واذا ذُكر المخروب ذُكرت " ابقى خلّيه ينفعك " ، واذا هجرت المخروب لتستقر على شيئاً آخر ستصاحبك " ابقى قابلنى لو فلحت " ، بالاضافه الى السؤال العائلى المعتاد فى التليفون .. " والمنيّل عامل ايه فى المُذاكره " ، " ولا بيفتح كتاب " ، فتشعر ان شقا الشهور اللى فاتت راح هدر ، طب بسيطه .. الكتاب أهو بيتفتح و فيا موبايل ملعلعه ع التايم لاين .
وهكذا مرّت الشهور المُتبقيه فى النصف الأول من الطريق ، وها أنت قد وصلت الى ( مِطب صناعى ) ، وقتها تستعيد الروح الحماسيه التى بدأت بها الطريق ، وعليك عبور هذا الطريق بنجاحٍ فائق كما يطلبون وبأقل خسائر ممكنه كما تريد أنت ، وقبل الذهاب الى الامتحان تستمع الى بعض النصائح المُبهره بدايهً بـقرايه الفاتحه عند دخول اللجنه الى ركز فى قرايه السؤال كويس الى متسبش السؤال فاضى بالاضافه الى عدم الخروج من اللجنه قبل انتهاء الوقت ، أول أيام الامتحانات تصطحب معك " عدّه الشُغل " كاملهً ( قلم ازرق - قلم رُصاص - مسطره - أستيكه - برايه .. الخ ) ، وذلك قبل أن تصطدم بشئ أشبه بالامتحان وهو دائماً ما يصفونه بأنه " فى مستوى الطالب المتوسط " وهو ليس كذلك ، فتهجُر عدّه الشغب وتكتفى بالقلم الأزرق فقط فى باقى الامتحانات حتى نهايتها .

وهنا يراودك احساس متهم قد حصل على براءته التى يستحقها ولكنه بكُل أسف مطلوب على ذمّه قضيه آخرى بعد شهرين ، ويستمر التحقيق بها على مدار عشره شهور آخرى ، تُقضى أسبوعين حُراً طليقاً قبل ظهور النتيجه ، التى غالباً ما تأتى غير مُرضيه لمنتظريها ، لتعصفك باحباط محكومٌ عليه بمؤبد .
والآن حان وقت الوقوف أعلى زر ( الفلاش باك ) للسنه الأولى ..
فلاش باك لعشره أشهر جُدد من الروتين والملل وشعور بخلل دماغى يعيد أحداث سابقه رأيتها من قبل رغم حداثتها وهكذا حتى نهايتها ، ضغطه آخرى على زر الفلاش باك لأسبوعين ما قبل النتيجه بالاضافه الى وضع بعض احتمالات للمتوقع فعله بعد النتيجه ، مثل التقديم فى كليه الشرطه أو الكليات العسكريه كـ 20 % تقريباً من دُفعه الثانويه .

الآن قد انتهى الطريق وأنت أمام مئات الطرق المُتفرعه  ولديك خاصيه اختيار " كده وكده " ، سيسحبك أحداهما للسير به اجبارياً ،  يختارك طريقك على حسب سخافه ما يُسمى بـ ( التنسيق ) ، فعادهً ما يأتى التنسيق بما لا يشتهى الطُلّاب ، تنسيق يمتاز بعدم التنسيق ليس لاختياره الغير مُرضِ للكليه الغير مطلوبه ، ولكن حمداً لله أن اختيار التنسيق يقتصر على الجامعات المصريه فقط !

الثانويه العامّه هى مرحله عاديه فى حياتنا يعكرها كلام الناس عليها عمّال على بطّال ، واهتمام زائد من وسائل الاعلام وأجهزه الدوله تصيبك بقلق وضغوط نفسيه عاليه ، فى النهايه .. الأغلبيه استسلمت لواقع غير مُرض ليتحكم بهم ، وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم " لو اطلعتم على الغيب ، لاخترتم الواقع " ، لذلك الحمد لله على الواقِع الذى اخترته .

مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده ، وبالتوفيق لكل الطلبه اللى نتيجتها بكره ! :)



عبدالرحمن شاكر

الخميس، 4 يوليو 2013

واسأل مجرب عن رمضان زمان






محدش ينكر ان جيل أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات شاف أحلى طفوله وداق طعم كل حاجه حلوه ، لا الجيل اللى قبله ولا اللى بعده هيعرف طعمها ، من الحاجات اللى كان ليها طعم مختلف معانا ومفتقدينه حالياً .. رمضان !

رمضان كنا بنستناه بالشهور مش بنتفاجئ بيه قبلها بأسبوعين ، وأما يقرب شويه بنجهز نفسنا ليه بكل حماس مبنبقاش داخلينه بكسل ، كنا بنستقبله بفوانيس بشمع مش فوانيس كرومبو وسبونش بوب ، كنت تسمع من كل بيت فى منطقتك أغانى ( رمضان جانا – وحوى يا وحوى – أهلاً رمضان ) قبلها بشهر ، رمضان اللى مكنش بييجى إلا لو زينه مثلثات وقصاقيص ماليه الشارع وفانوس كبير قُدام كل بيت ، أيام ما كان السحور مبيكملش إلا أما المسحراتى يصحيك بالطبله بتاعته ، ده غير دوره الكوره الرمضانيه اللى بتختلف عن أى كوره لعبتها قبل كده ، رمضان زمان اللى فيه ضرب صواريخ مع المدفع شئ أساسى والفطار مينفعش من غير بكار ، أيام ما كانت الاعمال التليفيزونيه بالنسبه لنا تتلخص فى ( فطوطه – القرموطى – الكاميرا الخفيّه ) مش مائه مسلسل على 30 قناه حالفه تضيع صيامك ، والكنافه متحلاش الا من على الفرن الطوب الأحمر اللى بيتبنى مخصوص فى رمضان بس ، ولمّه العيله أول يوم على الفطار ، والسهره مع صحابك فى المنطقه اللى مبتفضاش من الناس فى أى وقت طول الشهر ، كان شهر لازم نختم فيه القرآن مره على الأقل ومنفوتش ولا فرض ولا تراويح ، رمضان كنا بنودعه بـ ( لسه بدرى بدرى ) وعمل كحك العيد .

رمضان دلوقتى هو رمضان زمان ، احنا اللى اتغيرنا فى استقباله واحنا برضه اللى هنرجعه بروح زمان فى عشر خطوات .. 

1 : ابتدى من دلوقتى شغل أغانى رمضان طول اليوم بصوت عالى يسمّع الجيران .
2 : علّق زينه رمضان وفانوس كبير قُدام بيتك .
3 : اشترى فانوس صفيح ، وياريت لو بشمعه " ده لو لقيته يعنى " .
4 : داونلود لـ30 حلقه من بكار تشوفهم على الفطار ، و30 حلقه من الكاميرا الخفيّه تشوفهم مع الحلو بعد الأكل .
5 : لم العيله كلها عندك أول يوم رمضان 
6 : متسألش حد ( صايم ولا زى كل سنه ؟ ) .
7 : صلِ كل الفروض فى المسجد ومتنساش التراويح ، واختم القرآن مره على الأقل .
8 : اضرب صاروخ كل يوم على المدفع .
9 : اعمل دوره كوره رمضانيه مع صحابك طول الشهر .
10 : متتكلمش فى السياسه طول شهر رمضان .
السنه دى خلى رمضانك مختلف .. واسأل مجرب عن رمضان زمان !


مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده بعد أيام ;)


عبدالرحمن شاكر

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الثوره حِكر







مارسَ أعداء الثوره فى الأيام القليله الماضيه رياضه ركوب الأمواج أو ما يعرف بـالقفز على الثورات، وعلى غير العاده لم تكن هذه المره مقتصره فقط على جانب واحد بل امتدت الى جوانب عده .

فرأينا ضباط الشرطه على أعناق من عارضهم من الكنباويين من سنتين فى نفس المكان ، اللذىن اعترضوا أيضاً على قتلهم لشباب الثوره فيه ، ووقفوا فوق الأرض التى سالت عليها دماء تسبب فيها بعضهم ليهتف ضد نظام هتف ضده جيكا الذى قتل أيضاً على يد الشرطه ، المعادله صعبه وليس لها حل .. فمن حقهم التعبير عن رأيهم كالبقيه ولكن بكل ديكتاتوريه أرفُض أن تكون داخل أرض هذا الميدان حتى وان وافق الكنباويين ، وعاشوا فى هذه الأجواء الثوريه المفعمه بالحريه التى لا يعلموا معناها وتقمصوا الدور بطريقه أشبه بالصحيحه حتى كدت أصدق أنهم كانوا جزء من الشباب الطاهر بتاع 25 ، إلى أن فضحهم أحد الأغبيه على صفحه الشرطه المصريه بكتابته لأغنيه ( إثبت مكانك ) التى كان أحد أسبابها هو قمع الشرطه والمجلس العسكرى وقتها ، وتحت شعار هنعمل من بنها غير كلمات الأغنيه من " وهتافك صوته أعلى من صوت الرصاص والغدر " لتصبح " وهتافك صوته أعلى من صوت الخوف والغدر " بالاضافه الى حذف مقطع " لو مهما راحت روح " ، وكأنهم يعترفون بجريمتهم ( معرفتكش أنا كده ) ، ولم يصبح بعيداً أن نراهم فى المره القادمه يرددون " مش ناسيين التحرير يا ولاد الو ... " .

وكأنها كانت ثوره على النظام الهندى الحاكم فى ميدان التحرير ، فشارك فلول النظام السابق فى التظاهرات المطالبه باجراء انتخابات رئاسيه مبكره ، ومثلهم كضباط الشرطه تماماً . من حقهم ولكن خارج أرض الميدان الذى اتُهمت فيه من سنتين من جانبهم بالبلطجه والتمويل والتخريب والتجسس والإدمان بجانب الخمور والعلاقات الجنسيه ، وكيف أوافق على رفع صوره ديكتاتور فى ميدان ثُرت عليه يوماً ما بداخله ، فهو شئ يرفضه المنطق البشرى .

ومرّ اليوم الأول بروح معنويه عاليه نظراً لكثره المعترضين الخارجين عن صمتهم فى الميادين ، وكان تبرير لجان الإخوان الإلكترونيه ومحبى الغباء لم يكن بمحله هذه المره حين قالوا بأنها بسبب مشاركه الفلول وضباط الداخليه . عزيزى الإخوانى .. شغّل مُخك ، لو كان كل هذه الأعداد بسبب الفلول والضباط المواليين لنظام المخلوع فلماذا تنحى ؟! ، بلاش دى .. متنساش انك فى المرحله الأولى من انتخابات الرئاسه معاك 5 ونص مليون صوت من أصل 50 مليون لهم حق الانتخاب يعنى 11% تقريباً ، أو نخليها 5 ونص مليون صوت من اجمالى  23 مليون اللى انتخبوا بالفعل ، يعنى 24% تقريباً . يعنى 76% مش عايزينك من قبل ما تبدأ فترتك .

ونستمر فى إبهار العالم بعد خطاب السيسى أمس الذى وعد فيه بوضع خارطه الطريق للخروج من الأزمه بعد 48 ساعه لو لم يتحرك عشّاق اللا مبالاه بأحداث البلد ، خطاب اظهر فيه استجابته لمطالب الشعب وعدم احتياجه للسلطه ، ولكن ظهر شبح عوده الحكم العسكرى مره آخرى بعد انتهاءه من سنه ، وظهر مؤيدى الحكم العسكرى أيضاً من الكنباويين لمجرد التخلص من الحكم الإخوانى ، نريد الجيش أن يصبح حامٍ لا حاكم ، ولأننا بكل بساطه نرفض عوده ماسبيرو ومسرح البالون والعباسيه ومحمد محمود 1 ومحمد محمود 2 ومجلس الوزراء وستاد بورسعيد والعباسيه مره آخرى . ومينفعش اطلع من نُقره لدحديره ومن فخ لفخ ، اختار اللى سحل ست البنات ولا اللى برر سحلها !

سواء كنت فلول أو داخليه أو عسكر أو إخوان ، ستظل الثوره حكراً على الميادين التى نادت بسقوط المخلوع وعاراً على من عارضها وخانها ، وستظل حكراً على من نادوا بالعيش والحريه والعداله الإجتماعيه والكرامه الإنسانيه وعاراً على من حاولو اسقاطها وسرقوها ، وحكراً على أحرارها الثابتين على أفكارها وعاراً على المتلونين عليها والمنتفعين منها غير شعبها .


مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده بعد أيام ;)

عبدالرحمن شاكر

الاثنين، 17 يونيو 2013

بابا مرسى !





عند بدايه حديثك فى السياسه والأحوال الداخليه متذكراً مساوئ النظام الحاكم مع ضروره انتقاد رأس النظام فعادهً ما يرن جرس إنذار بصوت " اعتبره أبوك يا أخى " ، وبدأ هذا الجرس فى الرنين بيد الفلول فى بدايه الثوره من أجل إجبار الثوار على التخلى عن مطالبهم عن طريق تزويد الفاسد بمزيد من إحترام الأب الذى لا يستحقه ، ولم يُجدى معهم شيئاً وثبتوا على مواقفهم ، وتمنهج مطبلاتيه النظام الحالى نفس ما تمنهجهه ذوو الخبره فى التطبيل ، وهو تبرير طفولى من جماعه بدائيه التبرير السياسى لاخفاقاتهم الموجعه نحو بلدهم .

ربما يعتقدون اننا اذا اعتبرناه أباً لن ننتقده ولن نُثنيه عن أفعاله الصحيحه فى عدسات نظاره اخوانيه مُشوهه ، والخاطئه فى نظر وطن بأكمله ، وربما يظنون أن هذا الأب فوق المُسائله .. يمكن تكون نظريه ( أب فوق المسائله ) ده فى قاموسكم انتوا ، بس باقى المصريين ميعرفوش غير قاموس اللى يغلط يتحاسب واللى مش قدها ميجيش يحُكها .

لم أسمع يوماً عن أب قررّ الشحاته حتى يوفر مصدر قوته لرعيته بالرغم من عرض الرعيه له فى المساعده ولحفظ ماء الوجه لكبير الأسره ، ولكنه تصرف طائش طبيعى من مكتسب أبوّه جديد يريد اثبات مقدرته بدون مُساعده من أحد ( فنجرى بؤ ) حتى وان كانوا المساعدين من الابناء ، ولم أعرف أباً يجبرنا على قطع الكهرباء عن غُرف المنزل بالتدريج واحده تلو الآخرى لتوفير الكهرباء ومع ذلك لن يتحرك قيد أنمله تجاه فيشه أحد الجيران فى بريزه الكهربا التى بغرفته التى تسكنها الكهرباء بدون انقطاع ، ربما قد قرأت فى احدى صفحات الحوادث يوماً عن أب يقتل ولد من أولاده سواء كان أباً مجنوناً أو لسبب ما كالخروج عن طوعه ولكن دائماً ما كان يأتى الخبر مصطحباً بـ ( القبض عليه ) فى كلا الحالتين . 

لم يجدى التبرير الطفولى معنا فقاموا برمى آخر كارت فى أياديهم وهو ( الدين ) فكان " الخروج على الحاكم حرام شرعاً " هو الشعار الجديد ، وربما قد نسوا اجابته صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن أفضل الجهاد فقال " كلمه حق فى وجه سلطان جائر " ، بل ربما نسوا أن الخروج علي الحاكم كان حلال فقط أيام المخلوع وسيصبح حلال أيضاً بعدما تُصبح أباً مخلوعاً كمن قبلك ، ولكنه حراماً طالما انت الحاكم ، ( متروحش تبيع المياه فى حاره السقايين ) .. يعنى متتكلمش فى الدين مع ناس عارفه دينها أكتر من المُدعيين بمعرفته ، أصل الدين عندنا ثابت غير قابل للتفصيل على الأشخاص أو الجماعات .

أنا ممكن أعامل الرئيس مُعامله الأب ومعنديش أدنى مشكله ، بس بشرط .. لما يبقى يعاملنى فى الأول مُعامله الابن ، أما اذا كانت الدوله رئيسها أب ورئيس وزارتها أُم والجماعه لها تدخُّل فى الحكم والأقارب مستشاروها ، فـأعلن أننى برئ من هذه الأسره ومن أفعالها وسأوثق برائتى منها يوم 30/6 ان شاء الله ، ومع التبرأ من هذه الأسره أتوسل لكريم عبدالعزيز بأن يعيرنى مقولته " دى أسره واطيه " .


عبدالرحمن شاكر

السبت، 1 يونيو 2013

اللى ذاكر ذاكر








بمعنويات مرتفعه وشعور غريب مُختلف وتحفُّز واضح مُختلطاً بروح المُغامره يبدأ الطالِب المصرى سنتَهُ الدراسيه بلا أدنى إختلاف عما يسبقها من سنين مُردداً " السنه دى لازم أذاكر بجد بقا " ، فتتلخص البدايه الدراسيه لدى طالب المدرسه فى تحضير الكشاكيل المطلوبه بألوان مختلفه من الجلاد وبعض الأقلام الملونه ( عشان النِفس ) ، مع تلازُم حضور الحصص الدراسيه أولاً بأول باستمرار ، وهكذا حتى أول غياب لحصه من المنهج الى وقتها تشعر شعور قارئ لروايه طويله قد نسىّ أحد فصولها المُنتصفه ، فترفض استكمالها ( آه .. النظام نظام ) .

أما عن الطالب الجامعى فبدايته لا تختلف كثيراً عن طالب المدرسه باستثناء الجلاد والأقلام الملونه ، فيبدأها بورق الشرح ومُذاكرته أول بأول حتى يَمِلّ من دكتور الماده ، وذلك قبل أن يتغير مكان محاضرته الى سنتر الجامعه أو ملاعب كره القدم بالجامعه ، وعلى هذا الحال الى قبل نهايه الفصل الدراسى بأسابيع ، فيستفيق الضمير الذى قد استقر بغيبوبه طويله المدى ، وتبدأ محاولاتنا فى لمّ شمل المنهج المبعثر فى الأذهان فى أقل وقت ممكن ، وهنا تعصف بك المؤامره الكونيه لمنع المُذاكره والتى يرأسها ( اللهم احفظنا ) الإنترنت ، انترنت يكتسب متعه وتشويق لأكثر من مائه فيلم يظهره لنا فى دقيقه واحده " كان فين الكلام ده طول السنه !! " ، ويستمر رئيس العصابه فى التشويق داخل جميع مواقعه قبل نيه القضاء عليه من قِبَل الطلاب ( أيوه .. الدى أكتيفيت هو الحل ) . 

معذور ان لم تكن تعرف أن جميع قنوات الأفلام قررت تسليه المشاهدين بأفلام تُعرض لأول مره بمعدل عشره أفلام على كل قناه يومياً ، ولإقتناعى الشخصى ان اللى عايز يذاكر بيذاكر فى أى ظروف ، أبتعد قليلاً بارادتى الشخصيه عن جميع مُسببات الفشل الإلكترونيه ، ولكن إرادتى الشخصيه فشلت فى إقناعى بأن دوره كره القدم ( اللى بتتلعب تحت البيت يومياً ) بإمكانى تعويضها فى الأجازه ( مبِدّهاش بقا ) ، وبعدين أصلاً لسه بدرى على الامتحان .. ده فاضل أسبوع بحاله . 

وفى هذه الفتره يتم عمل جدول المُذاكره للمره الـ ( 582486582 ) فى السنه ، فيتم تقسيم ملزمه المراجعه النهائيه بطريقه عبقريه ، فتبدأ بأربع صفحات يومياً قبل أن يمر يومين دون الإلتزام بالجدول كالعاده ، لتصبح ثمان صفحات من الملزمه يومياً ، وبعد مرور مثليهما يصبح أمامك كل يوم بنُص ملزمه فتشاور نفسك سراً " طب منا أريح النهارده وأذاكرها كلها بكره .. اليوم طويل معايا " ، ساعه تلو الآخرى ليله الامتحان وتطاردك مقوله " اللى ذاكر ذاكر " ، قبل أن يتم تقسيم مُذاكره السطور بالدقائق ( بالذمه دى أشكال هتفلح ) ، فنعود الى الخلف قليلاً لإلغاء الدى أكتيفيت .. وهنا يرتاح الضمير عندما تجد طلاب الدُفعه بأكملهم ( أونلاين ) .. يلا مش أنا لوحدى ، فتشاركهم الأجواء بـ ( "اسم الماده " .. لا دين لها ) .

فتنتهى فتره الإمتحانات بسلام مع انتهاء المؤامره الكونيه أيضاً ، عوده الى الحياه المُمله وطبيعتها الروتينيه طوال فتره الأجازه ، وتتمنى وقتها أن تصبح الأجازه هى فتره الدراسه وأن يتحول الفصل الدراسى الى أجازه ، ومع بدايه السنه الجديده تنتوى على البدايه المُختلفه للسنه وعدم تكرار ما حدث فى السنه الماضيه مُردداً " المره دى بجد بقا .. لازم أذاكر بجد من أول السنه " ، ولا ينقُصك سوى مُخرج فاشل بصوت رجل الروبابيكيا .. " كااااات .. هايل يا فنان " . 


للمتابعه

عبدالرحمن شاكر 

الأربعاء، 29 مايو 2013

إشرب من البحر






ربما هو ليس فقط عنواناً للمقال ، ولكنه أيضاً هو لسان حال الرئيس للمعارضه المصريه وقريباً جداً سيصبح أمراً عادياً أن نشرب من البحر ، وذلك بعد نيّه عدم الاعتراض على بناء ( سد النهضه ) الأثيوبى ، ملخص ما يدور فى هذا الحوار هو أن أثيوبيا قررت بناء سد النهضه من ثلاثه سنوات لتخزين مياه النيل الأزرق المُكوِّن الرئيسى لفرع النيل الواصل لمصر والسودان قبل أن يلتقى بفرع النيل الأبيض ، فقوبل بالرفض من قِبَل مصر والسودان خوفاً من تأثيره على حصتيهما فى الماء ، فأصرت أثيوبيا على بناءه قبل أن يهددهم مبارك بعدم شراء الكهرباء الناتجه من السد ( ثلاثه أضعاف ما ينتجه السد العالى ) وعدم بيعها لأى دوله آخرى لاستحاله نقلها الا عبر مصر والسودان ، ثم عاودتهم الفكره مره آخرى من سنه تقريباً مع نيّه تنفيذها الآن " معرفتكش أنا كده " ، ولم يجدوا اعتراضاً من أحد على اقامه السد الا من السودان المُهدده بهدم سدودها الثلاث فى حاله انهيار سد النهضه ضعيف البنيه ( أساسات تأمينه 1.5 درجه والسد العالى أساسات تأمينه 8 درجات ) ، وطبيعى ألا يجدوا اعتراضاً من جماعه ( المفروض يتحاكموا بتهمه الغباء السياسى ) .

بناء سد النهضه تتمثل أضراره بالنسبه لنا فى شيئين ( اما تقليل حصه مصر فى المياه – أو تأخير حصتها ) ، فأبهرتنا الجماعه الحاكمه بوعدها أن حصه مصر فى المياه لن تتأثر ببناء السد ، حتى وان كان الكلام صحيحاً ( لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتين ) يعنى بعد الوعود الرئاسيه متستناش ان حد يصدق وعود تانى ، حتى ولو تم تنفيذ الوعد بعدم المساس بحصه مصر فى المياه ، هل تعلم عزيزى الإخوانى أن حصه المياه اذا تأخرت سيكون لديك على الأقل مليون فدان بور لم نسمع لهم مرشداً يهتف ( النباتات .. ما ذنب النباتات ! ) ، ويكون لديك أكثر من مليونى أُسره مُشردّه ، فضلاً عن خساره 12% من الإنتاج الزراعى للمحروسه ، بغض النظر عى اتساع الفجوه الغذائيه اللى احنا أصلاً بنعانى منها .

ومع تبرير الرئيس فى وعده الإنتخابى عند سؤاله اذا تم بناء السد وتأخرت حصه مصر فى المياه فكانت اجابته ( احنا هنرفع ايدينا للسما ونقول يا رب ) ، اللهم لا اعتراض .. ولكن ياريت تكملها بالمرّه وتسيبها وادعلها تنهض من بره السُلطه زى ما هتدعى ان المياه تزيد بالدعاء ، ماتخفش ربك بيقبل من كله سواء رئيس أو محكوم ، ومش بعيد يطلعلنا تبرير اخوانى يقولنا الريس عمل كده عشان مقوله ( اللى بيشرب من النيل بيرجعله تانى ) وهو عايز يخف الكثافه السكانيه .

" مصر هبه النيل " بس مفيش مانع اننا نتبرع باللقب لأثيوبيا تلعب بيه شويه ، ولكن عُذراً سيد درويش .. متبقاش تخلى البحر يضحك تانى لما نيجى نملى القٌلل منه ، أما عن قُله الذُل فهنشرب المياه بالعسل وأمرنا لله ، بكره لا هنلاقى مياه ولا هنلاقى عسل ، وليا الفخر طبعاً انى من الجيل اللى اتغناله " مشربتش من نيلها " الحمد لله شربت أهو من نيلها ، بس يا خوفى فى يوم من الأيام ابنى يسمع تتر بكار ( والنيل جواه بيسرى ) ويسألنى " هو ايه النيل ده ؟! " .



للمتابعه


عبدالرحمن شاكر 

السبت، 25 مايو 2013

تجنيد فايف ستارز







بدأ بعض من راغبى الشهره وعديمى الموهبه بعد الثوره مُمارسه حريه من نوع جديد وهو تسجيل مقاطع فيديوهات مُفقده للمراره ونشرها على اليوتيوب لاصابتنا بالشلل التام ، بدايهً بـكاسى نبيل التى أصبحت مُحلِله سياسيه على قناتها فى اليوتيوب بعد الثوره تتناول الأحداث الساسيه وتحللها تحليل سياسى من وجهه نظرها ( ميخرش الميه ) ، وتبعتها منذ فتره الأخت الفاضله هديل على التى هرتلت فى بعض المواضيع العامه ومحاوله تعديلها واضافه ( الطاطش بتاعها ) ، فبدأت أولى تسجيلاتها بانتقاد الجيش المصرى وطريقه معامله المجندين بدايهً من تقديم الأوراق اللى الانضمام .

أخذتنا معها فى حديثها الى رحله سخيفه حول التجنيد كما تتمنى هى أن تراه ،  فملخص ما قالت " تخيلوا الجيش هوتيل مش هقول فايف ستارز ولكن ليه ميكونش ثرى ستارز .. غرف مُكيفه بسريرين ، كل أوضه فيها حمام ، وياريت لو يكون فيه شيف وفيه أوبشنز للأكل زى الطيارات ويقدمولهم أكل ( نديف ) مش هقولك كافيار بس أكل مصرى عادى ويكون ( نديف ) ، وليه المكان اللى هما عايشين فيه ميكونش فيه أوضه بلايستيشن أوضه بولينج أوضه بلياردو سويمينج بول جاكوزى وجيم ، وليه برده ميكونش فيه كافيهات و شيش بحيث ان هما بعد التدريب ليه مش يخرجوا عشان مش نحسسهم انهم محبوسين ، والتدريبات ليه ميبقاش فيها ملاعب باسكت ملاعب تينس ملاعب جولف ، وليه ميقسموش الجيش يخلوه جزء هاى كلاس وجزء ميدل كلاس وجزء لوو كلاس ؟! " .

عزيزى القارئ .. علينا وضع بعض الحلول السريعه للقضاء على هذه المشكله ( الجيش مفيهوش ملاعب جولف .. مُتخيّل الكارثه ) ، مش بس كده لأ ده كمان مفيهوش كافيهات ولا شيش نروحها بعد التدريب اللى هنتدربه فى ملاعب الباسكت وملاعب التينس والجولف ( فيه كبت كده ! ) ، وبالنسبه لغرف البلايستيشن والبلياردو و البولينج اللى هيكسب الدوره ممكن نديله اعفاء ؟! ، ولكن برغم اقتراحتها الرائعه لا يمكننا انكار المعلومات التى افحمتنا بها مثل أخوها الذى ذهب ليحضر ( ورقه اللى ملهوش جيش من حته كده اسمها سته جُند )  ، فكانت هى أول مره أعرف فيها ان ( السته جُند ) منطقه .

ربما نسيت هديل انتقاد بعض السياسات فى التجنيد مثل ( اللبس ) .. ليه ميبدلوش اللبس المُموّه بسويت شيرت بينكى مرسوم عليه تويتى من اتش آند ام ونخلى الجيش يتعاقد مع شركه كونفرس ونلغى البياده خالص ، وكمان فوق ده كله مفيش مكان جوه الجيش نرسم فيه تاتوو مثلاً .

وكما هى على لسانك حالياً أن تنطِق بها ( وأما نروح نحارب بقا ) .. أما نروح نحارب نطلب وقت مُستقطع فى نص الحرب عشان عمو القائد يقولنا الخطه ، ده غير أنه أكيد هيبقا لينا لانش بريك وكوفى بريك فى نص الحرب ، أما بقا اللى هيستعمل حاجه أخطر من مُسدس خرز هنطلعه بره الحرب ومش هيحارب معانا تانى .

 ما أفحمتنا به الأخت بالطبع لن يتحقق داخل المؤسسه العسكريه ، ومع ذلك لن تجد رجلاً يتمنى أن يكون هذا هو حياته العسكريه ، ربما هو تجنيد يتمناه من يذهب لاحضار ( ورقه اللى ملهوش جيش من حته كده اسمها سته جُند ) ، متهيألى لو كانت فتحت فيديو تدريب للجيش كان زمانها فقدت النطق ومكناش شوفنا الهلس ده .

وبالرغم من استحاله تحقيقه ، فلن يُجدى مع جيل يبذل أقصى ما بوسعه داخل التجنيد حتى لا يعايره زملاؤه عند الاخفاق بترديد " ياض يا فرفور ! " .

للمزيد من الشلل شوف الفيديو بنفسك : http://www.youtube.com/watch?v=zrES0LFEtz0

للمتابعه

عبدالرحمن شاكر