ONline

الأربعاء، 31 يوليو 2013

الصديق المفقود


أبحثُ عنه طوال فتره ليست بالقصيره ، أسأل عنه كل من يعرفه وعلى علاقه به ، أذهب إلى الأماكن التى اعتاد على التواجد بها فى أوقات محدده ، أستطيع أن أتذكره بوضوح مهما مرَّ عليه الزمان ، يعصفنى بوابل من الذكريات لينتابنى شعور متناقض فى استرجاعها ، سعادهً للذكريات الجميله التى جمعتنا ، وحُزناً على فقدان هذا الصديق ، صديق الطفوله الذى لا أعلم إلى أين ذهب ، الصديق الذى كان أحد أسباب سعادتى فى بعض الأيام ، صديق ٌ إعتدت على ملازمته فى معظم الأحيان ، صديق يملك أسرار الطفوله كلها ، صديقاً كان ينير طريقنا .

صديقى المفقود .. يخبروننى أنه لازال موجوداً ولكنى لا أراه ، أود أن أجد مثله فى تلك الأيام ، وأرغب فى استرجاع الماضى بتفاصيله التى عشتها معه ، شكراً صديقى .. شكراً الفانوس أبو شمعه !


عبدالرحمن شاكر

الأحد، 14 يوليو 2013

طريق إجبارى !



" بُص يابنى .. سنتين الثانويه دول أحسن أربع سنين فى حياتى " ، هكذا بدأت أستقبل بعض المعلومات عما يسمى الثانويه العامّه ، فقد ساعدتنى ذاكرتى السمكيه على غير المعتاد على تذكُر ما قد قيل لى عن هذه المرحله وأنا على وشك القفز بداخلها ، فكما علمت من السابقين أن هذه المرحله عباره عن ( سنتين دراسيتين " على الأقل " ، طوال جداً ، بنطيّن الدنيا فى أول سنه قبل ما نعوّض فى السنه التانيه ، مش صعبه دراسياً قد ماهى صعبه كضغط نفسى ، تصبح بداخلها انسان روتينى مُمل ، بتجيلك أفكار انك تبقا عايز تجرب كل حاجه فى حياتك فى السنتين دول ، وتنهى هذه المرحله بـ " هو كان بيكلمنى فى ايه ؟! " ) .
وسط تحمُس شديد وترقب عائلى واضح تضع أولى خُطواتك بنيّه طيبه داخل طريق لا تعرف كيف ستكون نهايته ، ولكنك تقرر الخوض فيه بروح معنويه عاليه ، كاتماً كُل الأفواه المُشككه فى قدرتك على عبور هذا الطريق الى آخره بنجاح غير مسبوق ، مع دافع معنوى بمقوله ستتأكد فيما بعد أنها كانت مجرّد اشتغاله " اتعب فى السنتين دول عشان ترتاح فى باقيه حياتك " .

فتبدأ بتنظيم وقتك تمهيداً لبدايه الدراسه بجدول زمنى بسيط يبين مواعيد الدروس الخصوصيه متجاهلاً المدرسه نفسها ، موضحاً لمواعيد المُذاكره غير مُبالياً بقضاء أوقات الفراغ التى لم يشهدها جدولك ، مع عزم شديد ونيّه مُبيته على قتل الهوايات ، جدول مُبسّط يتكون من ثلاثين يوماً قابل للتجديد عند انتهاءه بشرط موافقه كل من يُدخَل عليه التعديل من مواد وأوقات فراغ ودروس ومُذاكره .

قد مرّ الشهر مرور فيلاً قد أُصيب بالشلل قبل حضور تاليه بمرورٍ أقل سرعهً من سابقهِ ، وذلك قبل أن يتحول الشهر الى السير كسلحفاه شرعت فى سباق على طريق مائه كيلو ، هنا قد أُصبت بالملل ، وقلّ حماسك ، وفتُر نشاطك ، وملّ عقلك ، ورفضك جسدك أن تكون مُدبراً له قاضياً عليهِ . غاب التركيز شيئاً فشيئاً وتأجلت الواجبات بحجه ( لسه بدرى ) ، فتفكر فى العوده لحياه الهلس التى اعتدتُ عليها قبل دخولك لمغاره الثانويه ، وهى حياه تتلخص فى الاستقرار على ما يُطلق عليه " المخروب " ، ونسميه نحن " الكمبيوتر " ،  واذا ذُكر المخروب ذُكرت " ابقى خلّيه ينفعك " ، واذا هجرت المخروب لتستقر على شيئاً آخر ستصاحبك " ابقى قابلنى لو فلحت " ، بالاضافه الى السؤال العائلى المعتاد فى التليفون .. " والمنيّل عامل ايه فى المُذاكره " ، " ولا بيفتح كتاب " ، فتشعر ان شقا الشهور اللى فاتت راح هدر ، طب بسيطه .. الكتاب أهو بيتفتح و فيا موبايل ملعلعه ع التايم لاين .
وهكذا مرّت الشهور المُتبقيه فى النصف الأول من الطريق ، وها أنت قد وصلت الى ( مِطب صناعى ) ، وقتها تستعيد الروح الحماسيه التى بدأت بها الطريق ، وعليك عبور هذا الطريق بنجاحٍ فائق كما يطلبون وبأقل خسائر ممكنه كما تريد أنت ، وقبل الذهاب الى الامتحان تستمع الى بعض النصائح المُبهره بدايهً بـقرايه الفاتحه عند دخول اللجنه الى ركز فى قرايه السؤال كويس الى متسبش السؤال فاضى بالاضافه الى عدم الخروج من اللجنه قبل انتهاء الوقت ، أول أيام الامتحانات تصطحب معك " عدّه الشُغل " كاملهً ( قلم ازرق - قلم رُصاص - مسطره - أستيكه - برايه .. الخ ) ، وذلك قبل أن تصطدم بشئ أشبه بالامتحان وهو دائماً ما يصفونه بأنه " فى مستوى الطالب المتوسط " وهو ليس كذلك ، فتهجُر عدّه الشغب وتكتفى بالقلم الأزرق فقط فى باقى الامتحانات حتى نهايتها .

وهنا يراودك احساس متهم قد حصل على براءته التى يستحقها ولكنه بكُل أسف مطلوب على ذمّه قضيه آخرى بعد شهرين ، ويستمر التحقيق بها على مدار عشره شهور آخرى ، تُقضى أسبوعين حُراً طليقاً قبل ظهور النتيجه ، التى غالباً ما تأتى غير مُرضيه لمنتظريها ، لتعصفك باحباط محكومٌ عليه بمؤبد .
والآن حان وقت الوقوف أعلى زر ( الفلاش باك ) للسنه الأولى ..
فلاش باك لعشره أشهر جُدد من الروتين والملل وشعور بخلل دماغى يعيد أحداث سابقه رأيتها من قبل رغم حداثتها وهكذا حتى نهايتها ، ضغطه آخرى على زر الفلاش باك لأسبوعين ما قبل النتيجه بالاضافه الى وضع بعض احتمالات للمتوقع فعله بعد النتيجه ، مثل التقديم فى كليه الشرطه أو الكليات العسكريه كـ 20 % تقريباً من دُفعه الثانويه .

الآن قد انتهى الطريق وأنت أمام مئات الطرق المُتفرعه  ولديك خاصيه اختيار " كده وكده " ، سيسحبك أحداهما للسير به اجبارياً ،  يختارك طريقك على حسب سخافه ما يُسمى بـ ( التنسيق ) ، فعادهً ما يأتى التنسيق بما لا يشتهى الطُلّاب ، تنسيق يمتاز بعدم التنسيق ليس لاختياره الغير مُرضِ للكليه الغير مطلوبه ، ولكن حمداً لله أن اختيار التنسيق يقتصر على الجامعات المصريه فقط !

الثانويه العامّه هى مرحله عاديه فى حياتنا يعكرها كلام الناس عليها عمّال على بطّال ، واهتمام زائد من وسائل الاعلام وأجهزه الدوله تصيبك بقلق وضغوط نفسيه عاليه ، فى النهايه .. الأغلبيه استسلمت لواقع غير مُرض ليتحكم بهم ، وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم " لو اطلعتم على الغيب ، لاخترتم الواقع " ، لذلك الحمد لله على الواقِع الذى اخترته .

مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده ، وبالتوفيق لكل الطلبه اللى نتيجتها بكره ! :)



عبدالرحمن شاكر

الخميس، 4 يوليو 2013

واسأل مجرب عن رمضان زمان






محدش ينكر ان جيل أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات شاف أحلى طفوله وداق طعم كل حاجه حلوه ، لا الجيل اللى قبله ولا اللى بعده هيعرف طعمها ، من الحاجات اللى كان ليها طعم مختلف معانا ومفتقدينه حالياً .. رمضان !

رمضان كنا بنستناه بالشهور مش بنتفاجئ بيه قبلها بأسبوعين ، وأما يقرب شويه بنجهز نفسنا ليه بكل حماس مبنبقاش داخلينه بكسل ، كنا بنستقبله بفوانيس بشمع مش فوانيس كرومبو وسبونش بوب ، كنت تسمع من كل بيت فى منطقتك أغانى ( رمضان جانا – وحوى يا وحوى – أهلاً رمضان ) قبلها بشهر ، رمضان اللى مكنش بييجى إلا لو زينه مثلثات وقصاقيص ماليه الشارع وفانوس كبير قُدام كل بيت ، أيام ما كان السحور مبيكملش إلا أما المسحراتى يصحيك بالطبله بتاعته ، ده غير دوره الكوره الرمضانيه اللى بتختلف عن أى كوره لعبتها قبل كده ، رمضان زمان اللى فيه ضرب صواريخ مع المدفع شئ أساسى والفطار مينفعش من غير بكار ، أيام ما كانت الاعمال التليفيزونيه بالنسبه لنا تتلخص فى ( فطوطه – القرموطى – الكاميرا الخفيّه ) مش مائه مسلسل على 30 قناه حالفه تضيع صيامك ، والكنافه متحلاش الا من على الفرن الطوب الأحمر اللى بيتبنى مخصوص فى رمضان بس ، ولمّه العيله أول يوم على الفطار ، والسهره مع صحابك فى المنطقه اللى مبتفضاش من الناس فى أى وقت طول الشهر ، كان شهر لازم نختم فيه القرآن مره على الأقل ومنفوتش ولا فرض ولا تراويح ، رمضان كنا بنودعه بـ ( لسه بدرى بدرى ) وعمل كحك العيد .

رمضان دلوقتى هو رمضان زمان ، احنا اللى اتغيرنا فى استقباله واحنا برضه اللى هنرجعه بروح زمان فى عشر خطوات .. 

1 : ابتدى من دلوقتى شغل أغانى رمضان طول اليوم بصوت عالى يسمّع الجيران .
2 : علّق زينه رمضان وفانوس كبير قُدام بيتك .
3 : اشترى فانوس صفيح ، وياريت لو بشمعه " ده لو لقيته يعنى " .
4 : داونلود لـ30 حلقه من بكار تشوفهم على الفطار ، و30 حلقه من الكاميرا الخفيّه تشوفهم مع الحلو بعد الأكل .
5 : لم العيله كلها عندك أول يوم رمضان 
6 : متسألش حد ( صايم ولا زى كل سنه ؟ ) .
7 : صلِ كل الفروض فى المسجد ومتنساش التراويح ، واختم القرآن مره على الأقل .
8 : اضرب صاروخ كل يوم على المدفع .
9 : اعمل دوره كوره رمضانيه مع صحابك طول الشهر .
10 : متتكلمش فى السياسه طول شهر رمضان .
السنه دى خلى رمضانك مختلف .. واسأل مجرب عن رمضان زمان !


مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده بعد أيام ;)


عبدالرحمن شاكر

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الثوره حِكر







مارسَ أعداء الثوره فى الأيام القليله الماضيه رياضه ركوب الأمواج أو ما يعرف بـالقفز على الثورات، وعلى غير العاده لم تكن هذه المره مقتصره فقط على جانب واحد بل امتدت الى جوانب عده .

فرأينا ضباط الشرطه على أعناق من عارضهم من الكنباويين من سنتين فى نفس المكان ، اللذىن اعترضوا أيضاً على قتلهم لشباب الثوره فيه ، ووقفوا فوق الأرض التى سالت عليها دماء تسبب فيها بعضهم ليهتف ضد نظام هتف ضده جيكا الذى قتل أيضاً على يد الشرطه ، المعادله صعبه وليس لها حل .. فمن حقهم التعبير عن رأيهم كالبقيه ولكن بكل ديكتاتوريه أرفُض أن تكون داخل أرض هذا الميدان حتى وان وافق الكنباويين ، وعاشوا فى هذه الأجواء الثوريه المفعمه بالحريه التى لا يعلموا معناها وتقمصوا الدور بطريقه أشبه بالصحيحه حتى كدت أصدق أنهم كانوا جزء من الشباب الطاهر بتاع 25 ، إلى أن فضحهم أحد الأغبيه على صفحه الشرطه المصريه بكتابته لأغنيه ( إثبت مكانك ) التى كان أحد أسبابها هو قمع الشرطه والمجلس العسكرى وقتها ، وتحت شعار هنعمل من بنها غير كلمات الأغنيه من " وهتافك صوته أعلى من صوت الرصاص والغدر " لتصبح " وهتافك صوته أعلى من صوت الخوف والغدر " بالاضافه الى حذف مقطع " لو مهما راحت روح " ، وكأنهم يعترفون بجريمتهم ( معرفتكش أنا كده ) ، ولم يصبح بعيداً أن نراهم فى المره القادمه يرددون " مش ناسيين التحرير يا ولاد الو ... " .

وكأنها كانت ثوره على النظام الهندى الحاكم فى ميدان التحرير ، فشارك فلول النظام السابق فى التظاهرات المطالبه باجراء انتخابات رئاسيه مبكره ، ومثلهم كضباط الشرطه تماماً . من حقهم ولكن خارج أرض الميدان الذى اتُهمت فيه من سنتين من جانبهم بالبلطجه والتمويل والتخريب والتجسس والإدمان بجانب الخمور والعلاقات الجنسيه ، وكيف أوافق على رفع صوره ديكتاتور فى ميدان ثُرت عليه يوماً ما بداخله ، فهو شئ يرفضه المنطق البشرى .

ومرّ اليوم الأول بروح معنويه عاليه نظراً لكثره المعترضين الخارجين عن صمتهم فى الميادين ، وكان تبرير لجان الإخوان الإلكترونيه ومحبى الغباء لم يكن بمحله هذه المره حين قالوا بأنها بسبب مشاركه الفلول وضباط الداخليه . عزيزى الإخوانى .. شغّل مُخك ، لو كان كل هذه الأعداد بسبب الفلول والضباط المواليين لنظام المخلوع فلماذا تنحى ؟! ، بلاش دى .. متنساش انك فى المرحله الأولى من انتخابات الرئاسه معاك 5 ونص مليون صوت من أصل 50 مليون لهم حق الانتخاب يعنى 11% تقريباً ، أو نخليها 5 ونص مليون صوت من اجمالى  23 مليون اللى انتخبوا بالفعل ، يعنى 24% تقريباً . يعنى 76% مش عايزينك من قبل ما تبدأ فترتك .

ونستمر فى إبهار العالم بعد خطاب السيسى أمس الذى وعد فيه بوضع خارطه الطريق للخروج من الأزمه بعد 48 ساعه لو لم يتحرك عشّاق اللا مبالاه بأحداث البلد ، خطاب اظهر فيه استجابته لمطالب الشعب وعدم احتياجه للسلطه ، ولكن ظهر شبح عوده الحكم العسكرى مره آخرى بعد انتهاءه من سنه ، وظهر مؤيدى الحكم العسكرى أيضاً من الكنباويين لمجرد التخلص من الحكم الإخوانى ، نريد الجيش أن يصبح حامٍ لا حاكم ، ولأننا بكل بساطه نرفض عوده ماسبيرو ومسرح البالون والعباسيه ومحمد محمود 1 ومحمد محمود 2 ومجلس الوزراء وستاد بورسعيد والعباسيه مره آخرى . ومينفعش اطلع من نُقره لدحديره ومن فخ لفخ ، اختار اللى سحل ست البنات ولا اللى برر سحلها !

سواء كنت فلول أو داخليه أو عسكر أو إخوان ، ستظل الثوره حكراً على الميادين التى نادت بسقوط المخلوع وعاراً على من عارضها وخانها ، وستظل حكراً على من نادوا بالعيش والحريه والعداله الإجتماعيه والكرامه الإنسانيه وعاراً على من حاولو اسقاطها وسرقوها ، وحكراً على أحرارها الثابتين على أفكارها وعاراً على المتلونين عليها والمنتفعين منها غير شعبها .


مقالى " ثانويتنا حماها الله " فى عدد مجله كلمتنا الشهر ده بعد أيام ;)

عبدالرحمن شاكر