ONline

الاثنين، 29 أبريل 2013

أين ستجد مثل هذا الرئيس ؟!





لقد قرر الرئيس محمد مرسى منذ فتره أن يقوم بعمل السَلطه المناسبه للسُلطه ، وبما أنه رئيس الجمهوريه فله كل الحق ان يفعل هذه السَلطه " على كيف كيفه " .

فأين تجد رئيس يبدأ ولايته الرئاسيه لأم الدنيا ولسان حاله هو نفس لسان حال كريم عبد العزيز فى (محطه مصر) " نحن نختلف عن الآخرون .. خالص " ، فقام بآداء القسم ثلاث مرات ( الميدان - جامعه القاهره - المحكمه الدستوريه ) ، فأكاد أستشعر ما بداخله وهو يردد وقتها " والله العظيم تلاته أنا الريس ، أقسم برب العزه أنا الريس ، وعزه جلاله الله أنا الريس " وهو نوع من أنواع التأكيد على الشعب حتى لا يقوموا بنسيانه ، ولم يجدى هذا يا سياده الرئيس مع الشعب المصرى وظلوا يرددون " الرئيس محمد حسنى .. قصدى محمد مرسى " ، تقريباً كنت محتاج تقولها مرتين كمان يا ريس !

أياً كان عدد المرات فهو قام بآداء القسم ، فهبط الرئيس على قصر الاتحاديه الرئاسى لينظر أحوال البلاد وتنفيذه لمشروع " اللهم احفظنا " مشروع النهضه وخطه المائه يوم ، وعلى جانب آخر قد شعر جموع الشعب بارتياح كبير نحو الرئيس الجديد " حافظ القرآن " ، وعاد أمل نجاح الثوره للشباب مره آخرى بعد فقدانه بسبب المجلس العسكرى وتنفيذ أهداف الثوره " عيش ، حريه ، كرامه انسانيه ، عداله اجتماعيه " .

فأين كنت ستجد رئيس يساعدك فى تنفيذ هذه الأهداف ..
فمثلاً : أعطانا حريتنا كامله حين قام بتحصين قراراته خوفاً من قرارات المحكمه الدستوريه التى قام بالقسم أمامها أنه سيحترم أحكامها التى يحصن نفسه منها الآن !
لن نبالى لهذا العبث ، فننفذ ما أمرنا به رئيسنا حين قال " أنا عايز الشعب يثور ضدى اذا محترمتش الدستور والقانون " ، هيا بنا نثور عليه كما أراد ، فمر قرابه الـ20يوماً فى اعتصامات دون أن يناقش الأمر حتى انتهت جماعته من كتابه الدستور ، فأين تجد رئيساً يظهر لنا فى خطاب ويخبرنا ان نوافق على مشروع الدستور الذى لا نوافق عليه كى نلغى الاعلان الدستورى الذى أصدره ولا نوافق عليه أيضاً " معرفتكش أنا بقا كده " .
فما رأى المقيدون حريتهم حلاً سوى التصعيد والاعتصام أمام الاتحاديه ، فأين تجد رئيساً يطل علينا بخطاب يحثنا على سلميه التظاهرات والاعتصامات وبعدها بأقل من 24 ساعه يساعدنا على هذه السلميه بارسال بعض الكلاب الضاله لانتهاك الحريه الذى وعدنا بها ، ليس هذا وكفى .. بل خرج رئيس الرئيس ليتاجر بالضحايا وأنهم من شباب الأخوان .

أين تجد رئيساً يحفظ لك كرامتك الانسانيه أمام العالم بأكمله ، بغض النظر عن طلب المعونات من ( أمريكا - فرنسا - ألمانيا - الصين - قطر .. الخ) ، وأين تجد رئيساً يعدل اجتماعياً بين كافه طوائف الشعب بغض النظر عن تعيين ابنه حديث التخرج فى احدى شركات الطيران ، وأين تجد رئيساً صادقاً فى كلامه ووعوده بغض النظر عن ( اعاده تشكيل التأسيسيه - اعاده محاكمات قتله الشهداء - المشاركه لا المغالبه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحترم القسم بغض النظر عن تحصين قراراته وكأنه كان يعتقد أن جميع الشعب ( شباب حريه وعداله ) واننا سنرد عليه سمعاً وطاعه ولكن له عذره لولم يكن يعلم أن نسبه العبيد قلت بعد الثوره ، وأين ستجد رئيساً يحافظ على دم شعبه مؤيد كان أو معارض بغض النظر عن ( جيكا - أبو ضيف - كريستى - اسلام - الجندى .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يسمح لك بمعارضته دون المساس بك بغض النظر عن سحل حماده صابر ، وأين ستجد رئيساً يمنع نزول مؤيديه فى الأماكن التى تتواجد بها للتعبير عن رأيك بغض النظر عن ( الاتحاديه - القائد ابراهيم - رابعه العدويه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحافظ على أماكن العباده اسلاميه كانت أو مسيحيه بغض النظر عن ( حرسه الخاص داخل المسجد أو عن أحداث الكاتدرائيه ) ، وأين ستجد رئيساً يفصل دينه عن منصبه بغض النظر عن ( الصكوك الاسلاميه - والاسلام هو الحل - ومزايدات الشريعه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً حافظاً للقرآن بغض النظر عن أنه لا يعمل به ، وأين ستجد رئيساً يقوم بتقديم واجب العزاء لابناء شعبه ببعض التويتات على تويتر ، وأين ستجد رئيساً يشارك الجميع فى حكمه سواء كانوا من معارضه سياسيه أومستشارين لمؤسسه الرئاسه بغض النظر عن أنه لا يستمع اليهم " بس أهو بيشاركهم وخلاص " ، وأين ستجد رئيساً أفعاله الثوريه تتحدث عنه بغض النظر عن ( شكر المجلس العسكرى - وتكريم المشير طنطاوى - وقلاده الجنزورى .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحترم الدستور والقانون بغض النظر ( عن الاعلان الدستورى - عزل النائب العام - تعيين النائب العام .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يأتى بالمنبه الخاص به فى الخطابات الاعلاميه ليذكره دائماً ( بالقصاص )  .

سياده الرئيس .. بدأت ولايتك الرئاسيه ويؤيدك معظم الشعب من أجل التقدم بالبلد الى الأفضل ، ولكنك الظن لم يكن بمحله ..
تظاهرات وقضيت عليها ، اعتصامات وقتلت من بها ، أفواه وكممت ، حريه رأى ودفنت ، معارضون وقتلت ، قياده وفشلت .

لذلك .. فهناك فرق واحد فقط بينك وبين المخلوع ومجلسكم العسكرى ، وهو أنك استطعت التفرقه بين طوائف الشعب بكل نجاح !!


للمتابعه

عبدالرحمن شاكر

الاثنين، 8 أبريل 2013

لا تفصلنى .. شكراً





وها أنا استيقظ فى صباحٍ جديد ملئ بالسعاده والتفاؤل ، وذلك لأن أغلب الناس مستغرقون فى الأحلام ، والقله القليله التى سوف أراها فى شوارعنا المصريه صباحاً هم دائموا الابتسامه ، وذلك مما يجعلنى ازداد تفاؤلاً وسعاده ، تجعلنى قادراً على اكمال اليوم الذى قد بدأ وانا اعرف ان ثمه شئ ما سيفسد هذا اليوم رائع البدايه وبائس النهايه التى لا أعلم ما هى ، وهى لم تأتى بعد ولكنها ستأتى .

أكاد اتيقن ان هناك أشخاصاً بعينهم يستيقظون من نومهم كى يفسدوا بعض الأجواء الجميله التى يعيشها دائموا الابتسامه صباحاً ..
فبمجرد عبور آخر حدود للمنزل وغلق بابه ، هنا قد بدأ التحدى .

لتتهادى نحو خطوات ثابته آمله فى صنع الجديد بتفاؤل دائم وتبدأ فى النزول لتجد أمامك أحد الجيران تتسارع مع الزمن ( عشان تتطلع الزباله قبل ما عامل النظافه ييجى ) ، لتجد أنك تحاول اقناع نفسك بان اليوم سيمر كما تريده أن يمر ، وتخرج الى الشارع وهنا قد خرجت الى عالم آخر فتستنشق بعض الهواء الذى تظنه أنت بالنقى ، ولكن لك عذرك ان لم تكن تعلم أن أحد القانطين بالجوار ( عربيته عايزه عمَره) فعليك أن تتحمل بعض الشئ ( لحد ما ربنا يكرمه ويعملها العمره ) فتخاطب نفسك سراً " مش لازم أشم هوا الفتره دى " ، لنستمتع بصوت العصافير الهادئ الذى يساعد على صفو الذهن والتركيز لبرهه من الوقت مع النظر لبعض الازهار الجميله فيما يجب أن نفعله فى هذا اليوم ليخرج بالشكل الذى نريده ، فبينما انت مستيقظاً مستغرقاً فى الأحلام الجميله التى ستجعل اليوم من أجمل الأيام كما تتمناه ليأتيك صوت ليس بالبشرى ولا الحيوانى وانما هو شخص ما يسير ( بعربيته الكارو أو النص نقل ) أياً كان ويضرب بكل قوه ( بمفتاح 30 - 32 ع الأنبوبه ) ليصدر صوتاً اشمئزازياً مزعجاً يفسد ما تبقى من مزاج قد تعكر بأفعال البعض .

فيظهر شخصاً ما بداخلى لا أعرفه ليحفزنى من أجل تكمله اليوم الذى قد بدأ ، حتى وان حققت نصف ما أردت فعله ، لأجد نفسى عازم على اكمال طريقى فبدأت ( أشاور للميكروباصات ) لأجد احد السائقين يقترب منى ( بيحضَن يمين ويقلب نور ) كأنه يسألنى اذا كنت سأركب معه أم لا ، فأستعيد الأمل مره آخرى فى هذا اليوم وأخاطب نفسى " أخيراً حد فاهمنى ع الصبح " حتى وان كان هذا الشخص سائقاً لسياره أجره ولن أمكث بها زياده عن الأربع أو الخمس ساعات ( حسب الطريق يعنى ) ، فأجد نفسى ملوحاً له بيدى مع ابتسامه صغيره ولسان حالى " فينك من بدرى ! " وها هو السائق يقترب مهدئاً من سرعه سيارته شيئاً فشيئاً ليتوقف على مسافه بضع الأمتار ، فأركض خلف سيارته كما لو كنت منتظر أحد الأقارب فى المطار عائداً من سفره ، لأجد السائق ( يدوس على دواسه البنزين بكل غل ويجرى ) بينما أنا اسمع بعض الضحكات التى تتعالى داخل السياره من السائق وصاحبه التى تظهر عليهم ملامح ( المصطبحين ) ، لأعود مره آخرى للتفكير فى ان انهى هذا اليوم بنصف ما توقعت فعله على أقل تقدير  . 

وبينما أنا مستغرق فى التفكير غير مبالياً بما يمر من سيارات أجره أجد أحد السائقين يتهادى بسيارته مقترباً منى ليخبرنى انه ذاهب الى (المكان الفلانى) الذى أنا ذاهب اليه ، فامتنع عن التفكير واقفز بداخل السياره قبل أن يفكر حتى أن ( يدى الغيار ) وها أنا الآن داخل السياره فى أول مقعد خلف السائق وأحاول أن ألتقط بعض أنفاسى لأجد وجهى ملتصقاً بمقعد السائق الذى التهم بقدمه اليمنى (دواسه الفرامل) ليس لان هناك أحد الماره أمام السياره ولا لاقتراب أحد السيارات منه وهو يحاول أن يبتعد ، لكنه ما فعله هو حقيقه فيزيائيه اخترعها سائقى الأجره ( عشان يقفلوا باب العربيه ) ، لن أبالى لمثل هذه التفاهات التى تحاول أن تفسد يومى ، فأخرج بعض النقود بصوت بسيط " خد ياسطى " ، ليرد بصوت أشبه بالرجل الذى قد ابتلع ( طريشه من الجبل ) فى فيلم " أبو على " ، ليخبرنى أن الأجره زادت خمسون قرشاً ، لأجد نفسى أجاوبه نفس الاجابه اليوميه بصوت أعلى قليلاً " ياسطى أنا بركبها كل يوم كده " ، واذا بالسائق يحتضن الرصيف بسيارته ويلتفت لى قائلاً " هات النص جنيه يا اما تنزل هنا" .

وهنا قد انقسم الركاب الى طائفتين ..
الأولى تساندنى وتدعمنى ضد استغلال السائقين وألا أدفع الزياده فى الأجره للسائق .
والثانيه تساند السائق ضدى ( عشان ميتأخروش ) .
وقد بدأ الصراع داخل السياره ، فماذا أنا بفاعل ، أعطى له الزياده واخضع للاستغلال لارضاء الطائفه الثانيه ، أم اثبت على موقفى منه ولا أعطيه شئ وأرفض النزول من السياره ليس لارضاء الطائفه الاولى ولكن حتى لا أخضع لاستغلاله. 

فعلت ما يرضى الثانيه كثيراً وما يرضى الأولى أكثر ، وما فعلته لهذه أو تلك ما هو الا ( عشان أريح دماغى ) ، وذلك قبل أن يدخل السائق فى حديثه المطوَل عن معاناته فى محطه الوقود وأنهم لا يحصلون على الوقود الا بعد دفع نقود اضافيه ، بجانب ( الأتاوه اللى غليت ) ، وهنا قد قررت أن أنفصل عن هذا العالم بوضع السماعات فى آذانى لاستمتع ببعض الموسيقى لعمر خيرت أو ببعض الأغانى الهادئه التى تحث على التفاؤل لكايروكى ، فبمجرد أن وضعت السماعات التى كما فى مخيلتى ستفصلنى عن العالم بموسقى هادئه ، فاذا بشئ يمر بجوارى ليس بالسياره ولا النقل ولكنها ( عربيه بمقطورتين ) لتصدر صوتاً ( يقطع الخلف ) ، فبعدها لم يعد هناك مزاج كى يتعكر ولا أمل لأحققه . 
فقد وصلت الآن لمكان العمل متأخراً عن الميعاد متعكر المزاج لاجد رئيسى فى العمل يوبخنى على التأخير ويهددنى بالخصم من الراتب ويجعلنى أقوم بعمل مضاعف كنوع من تعويض التأخير عن العمل ، ولكنه لا يدرى ماذا دفعت مقابل هذا التأخير ولكنه فعل ما بوسعه  وقدم لى النصيحه وأخبرنى " ابقى انزل نص ساعه بدرى " فأجيبه فى كتمان " كتر خيرك " ، فقد أنهيت اليوم نهايته المتوقعه . 

لن أهتم لما تفعله أنت ولكن ما بوسعى فعله أننى لن أشارك فى أن أعكر مزاج الآخرين كما فعل البعض ، وسأظل أعطيك الأبتسامه كى تزيدك تفاؤلاً ولأكون قد تصدقت بشئ ما أيضاً  :)



للمتابعه

عبدالرحمن شاكر