لقد قرر الرئيس محمد مرسى منذ فتره أن يقوم بعمل السَلطه المناسبه للسُلطه ، وبما أنه رئيس الجمهوريه فله كل الحق ان يفعل هذه السَلطه " على كيف كيفه " .
فأين تجد رئيس يبدأ ولايته الرئاسيه لأم الدنيا ولسان حاله هو نفس لسان حال كريم عبد العزيز فى (محطه مصر) " نحن نختلف عن الآخرون .. خالص " ، فقام بآداء القسم ثلاث مرات ( الميدان - جامعه القاهره - المحكمه الدستوريه ) ، فأكاد أستشعر ما بداخله وهو يردد وقتها " والله العظيم تلاته أنا الريس ، أقسم برب العزه أنا الريس ، وعزه جلاله الله أنا الريس " وهو نوع من أنواع التأكيد على الشعب حتى لا يقوموا بنسيانه ، ولم يجدى هذا يا سياده الرئيس مع الشعب المصرى وظلوا يرددون " الرئيس محمد حسنى .. قصدى محمد مرسى " ، تقريباً كنت محتاج تقولها مرتين كمان يا ريس !
أياً كان عدد المرات فهو قام بآداء القسم ، فهبط الرئيس على قصر الاتحاديه الرئاسى لينظر أحوال البلاد وتنفيذه لمشروع " اللهم احفظنا " مشروع النهضه وخطه المائه يوم ، وعلى جانب آخر قد شعر جموع الشعب بارتياح كبير نحو الرئيس الجديد " حافظ القرآن " ، وعاد أمل نجاح الثوره للشباب مره آخرى بعد فقدانه بسبب المجلس العسكرى وتنفيذ أهداف الثوره " عيش ، حريه ، كرامه انسانيه ، عداله اجتماعيه " .
فأين كنت ستجد رئيس يساعدك فى تنفيذ هذه الأهداف ..
فمثلاً : أعطانا حريتنا كامله حين قام بتحصين قراراته خوفاً من قرارات المحكمه الدستوريه التى قام بالقسم أمامها أنه سيحترم أحكامها التى يحصن نفسه منها الآن !
لن نبالى لهذا العبث ، فننفذ ما أمرنا به رئيسنا حين قال " أنا عايز الشعب يثور ضدى اذا محترمتش الدستور والقانون " ، هيا بنا نثور عليه كما أراد ، فمر قرابه الـ20يوماً فى اعتصامات دون أن يناقش الأمر حتى انتهت جماعته من كتابه الدستور ، فأين تجد رئيساً يظهر لنا فى خطاب ويخبرنا ان نوافق على مشروع الدستور الذى لا نوافق عليه كى نلغى الاعلان الدستورى الذى أصدره ولا نوافق عليه أيضاً " معرفتكش أنا بقا كده " .
فما رأى المقيدون حريتهم حلاً سوى التصعيد والاعتصام أمام الاتحاديه ، فأين تجد رئيساً يطل علينا بخطاب يحثنا على سلميه التظاهرات والاعتصامات وبعدها بأقل من 24 ساعه يساعدنا على هذه السلميه بارسال بعض الكلاب الضاله لانتهاك الحريه الذى وعدنا بها ، ليس هذا وكفى .. بل خرج رئيس الرئيس ليتاجر بالضحايا وأنهم من شباب الأخوان .
أين تجد رئيساً يحفظ لك كرامتك الانسانيه أمام العالم بأكمله ، بغض النظر عن طلب المعونات من ( أمريكا - فرنسا - ألمانيا - الصين - قطر .. الخ) ، وأين تجد رئيساً يعدل اجتماعياً بين كافه طوائف الشعب بغض النظر عن تعيين ابنه حديث التخرج فى احدى شركات الطيران ، وأين تجد رئيساً صادقاً فى كلامه ووعوده بغض النظر عن ( اعاده تشكيل التأسيسيه - اعاده محاكمات قتله الشهداء - المشاركه لا المغالبه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحترم القسم بغض النظر عن تحصين قراراته وكأنه كان يعتقد أن جميع الشعب ( شباب حريه وعداله ) واننا سنرد عليه سمعاً وطاعه ولكن له عذره لولم يكن يعلم أن نسبه العبيد قلت بعد الثوره ، وأين ستجد رئيساً يحافظ على دم شعبه مؤيد كان أو معارض بغض النظر عن ( جيكا - أبو ضيف - كريستى - اسلام - الجندى .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يسمح لك بمعارضته دون المساس بك بغض النظر عن سحل حماده صابر ، وأين ستجد رئيساً يمنع نزول مؤيديه فى الأماكن التى تتواجد بها للتعبير عن رأيك بغض النظر عن ( الاتحاديه - القائد ابراهيم - رابعه العدويه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحافظ على أماكن العباده اسلاميه كانت أو مسيحيه بغض النظر عن ( حرسه الخاص داخل المسجد أو عن أحداث الكاتدرائيه ) ، وأين ستجد رئيساً يفصل دينه عن منصبه بغض النظر عن ( الصكوك الاسلاميه - والاسلام هو الحل - ومزايدات الشريعه .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً حافظاً للقرآن بغض النظر عن أنه لا يعمل به ، وأين ستجد رئيساً يقوم بتقديم واجب العزاء لابناء شعبه ببعض التويتات على تويتر ، وأين ستجد رئيساً يشارك الجميع فى حكمه سواء كانوا من معارضه سياسيه أومستشارين لمؤسسه الرئاسه بغض النظر عن أنه لا يستمع اليهم " بس أهو بيشاركهم وخلاص " ، وأين ستجد رئيساً أفعاله الثوريه تتحدث عنه بغض النظر عن ( شكر المجلس العسكرى - وتكريم المشير طنطاوى - وقلاده الجنزورى .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يحترم الدستور والقانون بغض النظر ( عن الاعلان الدستورى - عزل النائب العام - تعيين النائب العام .. الخ ) ، وأين ستجد رئيساً يأتى بالمنبه الخاص به فى الخطابات الاعلاميه ليذكره دائماً ( بالقصاص ) .
سياده الرئيس .. بدأت ولايتك الرئاسيه ويؤيدك معظم الشعب من أجل التقدم بالبلد الى الأفضل ، ولكنك الظن لم يكن بمحله ..
تظاهرات وقضيت عليها ، اعتصامات وقتلت من بها ، أفواه وكممت ، حريه رأى ودفنت ، معارضون وقتلت ، قياده وفشلت .
لذلك .. فهناك فرق واحد فقط بينك وبين المخلوع ومجلسكم العسكرى ، وهو أنك استطعت التفرقه بين طوائف الشعب بكل نجاح !!
للمتابعه
عبدالرحمن شاكر