ONline

الاثنين، 8 أبريل 2013

لا تفصلنى .. شكراً





وها أنا استيقظ فى صباحٍ جديد ملئ بالسعاده والتفاؤل ، وذلك لأن أغلب الناس مستغرقون فى الأحلام ، والقله القليله التى سوف أراها فى شوارعنا المصريه صباحاً هم دائموا الابتسامه ، وذلك مما يجعلنى ازداد تفاؤلاً وسعاده ، تجعلنى قادراً على اكمال اليوم الذى قد بدأ وانا اعرف ان ثمه شئ ما سيفسد هذا اليوم رائع البدايه وبائس النهايه التى لا أعلم ما هى ، وهى لم تأتى بعد ولكنها ستأتى .

أكاد اتيقن ان هناك أشخاصاً بعينهم يستيقظون من نومهم كى يفسدوا بعض الأجواء الجميله التى يعيشها دائموا الابتسامه صباحاً ..
فبمجرد عبور آخر حدود للمنزل وغلق بابه ، هنا قد بدأ التحدى .

لتتهادى نحو خطوات ثابته آمله فى صنع الجديد بتفاؤل دائم وتبدأ فى النزول لتجد أمامك أحد الجيران تتسارع مع الزمن ( عشان تتطلع الزباله قبل ما عامل النظافه ييجى ) ، لتجد أنك تحاول اقناع نفسك بان اليوم سيمر كما تريده أن يمر ، وتخرج الى الشارع وهنا قد خرجت الى عالم آخر فتستنشق بعض الهواء الذى تظنه أنت بالنقى ، ولكن لك عذرك ان لم تكن تعلم أن أحد القانطين بالجوار ( عربيته عايزه عمَره) فعليك أن تتحمل بعض الشئ ( لحد ما ربنا يكرمه ويعملها العمره ) فتخاطب نفسك سراً " مش لازم أشم هوا الفتره دى " ، لنستمتع بصوت العصافير الهادئ الذى يساعد على صفو الذهن والتركيز لبرهه من الوقت مع النظر لبعض الازهار الجميله فيما يجب أن نفعله فى هذا اليوم ليخرج بالشكل الذى نريده ، فبينما انت مستيقظاً مستغرقاً فى الأحلام الجميله التى ستجعل اليوم من أجمل الأيام كما تتمناه ليأتيك صوت ليس بالبشرى ولا الحيوانى وانما هو شخص ما يسير ( بعربيته الكارو أو النص نقل ) أياً كان ويضرب بكل قوه ( بمفتاح 30 - 32 ع الأنبوبه ) ليصدر صوتاً اشمئزازياً مزعجاً يفسد ما تبقى من مزاج قد تعكر بأفعال البعض .

فيظهر شخصاً ما بداخلى لا أعرفه ليحفزنى من أجل تكمله اليوم الذى قد بدأ ، حتى وان حققت نصف ما أردت فعله ، لأجد نفسى عازم على اكمال طريقى فبدأت ( أشاور للميكروباصات ) لأجد احد السائقين يقترب منى ( بيحضَن يمين ويقلب نور ) كأنه يسألنى اذا كنت سأركب معه أم لا ، فأستعيد الأمل مره آخرى فى هذا اليوم وأخاطب نفسى " أخيراً حد فاهمنى ع الصبح " حتى وان كان هذا الشخص سائقاً لسياره أجره ولن أمكث بها زياده عن الأربع أو الخمس ساعات ( حسب الطريق يعنى ) ، فأجد نفسى ملوحاً له بيدى مع ابتسامه صغيره ولسان حالى " فينك من بدرى ! " وها هو السائق يقترب مهدئاً من سرعه سيارته شيئاً فشيئاً ليتوقف على مسافه بضع الأمتار ، فأركض خلف سيارته كما لو كنت منتظر أحد الأقارب فى المطار عائداً من سفره ، لأجد السائق ( يدوس على دواسه البنزين بكل غل ويجرى ) بينما أنا اسمع بعض الضحكات التى تتعالى داخل السياره من السائق وصاحبه التى تظهر عليهم ملامح ( المصطبحين ) ، لأعود مره آخرى للتفكير فى ان انهى هذا اليوم بنصف ما توقعت فعله على أقل تقدير  . 

وبينما أنا مستغرق فى التفكير غير مبالياً بما يمر من سيارات أجره أجد أحد السائقين يتهادى بسيارته مقترباً منى ليخبرنى انه ذاهب الى (المكان الفلانى) الذى أنا ذاهب اليه ، فامتنع عن التفكير واقفز بداخل السياره قبل أن يفكر حتى أن ( يدى الغيار ) وها أنا الآن داخل السياره فى أول مقعد خلف السائق وأحاول أن ألتقط بعض أنفاسى لأجد وجهى ملتصقاً بمقعد السائق الذى التهم بقدمه اليمنى (دواسه الفرامل) ليس لان هناك أحد الماره أمام السياره ولا لاقتراب أحد السيارات منه وهو يحاول أن يبتعد ، لكنه ما فعله هو حقيقه فيزيائيه اخترعها سائقى الأجره ( عشان يقفلوا باب العربيه ) ، لن أبالى لمثل هذه التفاهات التى تحاول أن تفسد يومى ، فأخرج بعض النقود بصوت بسيط " خد ياسطى " ، ليرد بصوت أشبه بالرجل الذى قد ابتلع ( طريشه من الجبل ) فى فيلم " أبو على " ، ليخبرنى أن الأجره زادت خمسون قرشاً ، لأجد نفسى أجاوبه نفس الاجابه اليوميه بصوت أعلى قليلاً " ياسطى أنا بركبها كل يوم كده " ، واذا بالسائق يحتضن الرصيف بسيارته ويلتفت لى قائلاً " هات النص جنيه يا اما تنزل هنا" .

وهنا قد انقسم الركاب الى طائفتين ..
الأولى تساندنى وتدعمنى ضد استغلال السائقين وألا أدفع الزياده فى الأجره للسائق .
والثانيه تساند السائق ضدى ( عشان ميتأخروش ) .
وقد بدأ الصراع داخل السياره ، فماذا أنا بفاعل ، أعطى له الزياده واخضع للاستغلال لارضاء الطائفه الثانيه ، أم اثبت على موقفى منه ولا أعطيه شئ وأرفض النزول من السياره ليس لارضاء الطائفه الاولى ولكن حتى لا أخضع لاستغلاله. 

فعلت ما يرضى الثانيه كثيراً وما يرضى الأولى أكثر ، وما فعلته لهذه أو تلك ما هو الا ( عشان أريح دماغى ) ، وذلك قبل أن يدخل السائق فى حديثه المطوَل عن معاناته فى محطه الوقود وأنهم لا يحصلون على الوقود الا بعد دفع نقود اضافيه ، بجانب ( الأتاوه اللى غليت ) ، وهنا قد قررت أن أنفصل عن هذا العالم بوضع السماعات فى آذانى لاستمتع ببعض الموسيقى لعمر خيرت أو ببعض الأغانى الهادئه التى تحث على التفاؤل لكايروكى ، فبمجرد أن وضعت السماعات التى كما فى مخيلتى ستفصلنى عن العالم بموسقى هادئه ، فاذا بشئ يمر بجوارى ليس بالسياره ولا النقل ولكنها ( عربيه بمقطورتين ) لتصدر صوتاً ( يقطع الخلف ) ، فبعدها لم يعد هناك مزاج كى يتعكر ولا أمل لأحققه . 
فقد وصلت الآن لمكان العمل متأخراً عن الميعاد متعكر المزاج لاجد رئيسى فى العمل يوبخنى على التأخير ويهددنى بالخصم من الراتب ويجعلنى أقوم بعمل مضاعف كنوع من تعويض التأخير عن العمل ، ولكنه لا يدرى ماذا دفعت مقابل هذا التأخير ولكنه فعل ما بوسعه  وقدم لى النصيحه وأخبرنى " ابقى انزل نص ساعه بدرى " فأجيبه فى كتمان " كتر خيرك " ، فقد أنهيت اليوم نهايته المتوقعه . 

لن أهتم لما تفعله أنت ولكن ما بوسعى فعله أننى لن أشارك فى أن أعكر مزاج الآخرين كما فعل البعض ، وسأظل أعطيك الأبتسامه كى تزيدك تفاؤلاً ولأكون قد تصدقت بشئ ما أيضاً  :)



للمتابعه

عبدالرحمن شاكر

هناك 9 تعليقات:

  1. المقال المرة ده عالى اوى مستواك فى منحدر الصعود ع راى مرسى كلامك بيعبر عنا استمر انا استمتع بقراءة مقالك شكرا ليك

    ردحذف
  2. لأجد وجهى ملتصقاً بمقعد السائق الذى التهم بقدمه اليمنى (دواسه الفرامل) ليس لان هناك أحد الماره أمام السياره ولا لاقتراب أحد السيارات منه وهو يحاول أن يبتعد ، لكنه ما فعله هو حقيقه فيزيائيه اخترعها سائقى الأجره ( عشان يقفلوا باب العربيه

    True Story wallahy ya ryes bas fi takdom hayel :D

    ردحذف
  3. لتجد أمامك أحد الجيران تتسارع مع الزمن ( عشان تتطلع الزباله قبل ما عامل النظافه ييجى ) ..دي طنط سعاد جارتنا، بس دي بتحدفها من البلكونة و ياما وقعت على دماغ الخلق!

    وصلت الآن لمكان العمل متأخراً عن الميعاد متعكر المزاج لاجد رئيسى فى العمل يوبخنى على التأخير ويهددنى بالخصم من الراتب ولكنه فعل ما بوسعه وقدم لى النصيحه وأخبرنى " ابقى انزل نص ساعه بدرى "...أوبااااااااااا ده بقى السقوط في الدائرة الشريرة زي ما بيسموها..كل واحد يهزأ اللي تحته، ثق يا عزيزي أن رئيسك في الشغل لقي كارو فيها حصان بيجر حمار(العربجي) رزع فيه الصبح و بالتالي حب يطلع عليك قططه الفطسانة.
    مع رأي المعلق الأول..برافو ..انت في منحدر الصعود :) و ده يخلينا نتوجه بخالص الشكر للرئيس مرسي لاثرائه اللغة بتعبيرات عمر ما حد كان يفكر يقولها.

    ردحذف
  4. 7elwwaa awii y bashaa ;)) (Y)

    ردحذف
  5. Ahmed mido : شكراً ليك انت :)

    Mohamed Yousry : shokran ya Yousry :D

    سنكوح : شكراً جداً :D

    Nada Tarek : thx awiiiiii bas a basha de :P :D mesh lay2a :D

    ردحذف
  6. حلوة جدا بجد و استخدامك للغة العربية أثرى المقال و خلانى مستمتعة و انا بقرأ
    استمر

    ردحذف
  7. شكراً جداً يا تسنيم :)

    ردحذف
  8. انا متابع لمقالاتك من الFB أول مره أكتب كومنت هنا للصراحة المقال عجبنى و الواقعية عالية فيه
    و ده حال كل الناس سواء العاملين أو الطلاب ( أو اى حد بيركب مواصلات عامة !! )
    فى تقدم و ربنا يكرمك

    ردحذف