ONline

الثلاثاء، 11 مارس 2014

أنت أحسن واحد


نشر في مجلة كلمتنا - عدد شهر فبراير


رُبما قد سمعتها من قبل عن طريق شخص يحبك ويتمنى لك النجاح، ولكنها لها أثر غريب عندما تسمعها من شخص لا يعرفك، والأغرب أنها قيلت لقُرابة الخمس مائة فرد في نفس اللحظة، بالتأكيد هو لم يقصدنى بها شخصياً ولكن (أنا خت الكلام على نفسى)، وقعَت هذه الجُملة على أذني وكأنها قيلت في فرح شعبى في حارة بميكروفون ألغى جميع مهامه والتزم بـصدى الصوت، هكذا استقبلتها من مُدرب التنمية البشرية الذي حاول رفع المعنويات لدى الحضور بهذه الجملة التي لم يهتم بها الكثير، وحاول أيضًا الشرح بأمثلة قامت بنجاح غير مسبوق مثل (ستيف جوبس) الذى أصبح مليارديرًا من الصفر.

لو أنت بتصحى الصبح معاك 86400 جنيه كل يوم، هتعمل بيهم إيه؟..
مهما كانت إجابتك إيه، أكيد مفكرتش إنك ترمي جزء من الفلوس فى الشارع، الـ 86400 جنيه دول هما الثواني الموجودة في يومك، اتعامل معاها على أنها فلوس وحاجة متقدرش تفرط فيها بالساهل واستغلها في إنك توصل لمنصب أحسن واحد.

ثم حاول المدرب تشجيع البعض على الحديث قبل أن يصطدم بـالعبد لله، ليسألني "شايف نجاحك في إيه؟"، فأجبته الإجابة التقليدية لدى جميع المصريين "أخلص دراسة وجيش وأشتغل شغلانة كويسة وأتجوز وأعيش حياة مُستقرة"، فرَد "دى أبسط حاجة إنك تفكر تعملها، طب ولو فى حاجة عايز تحققها؟"، فترددت قبل أن أُجيبه "عايز أبقى كاتب".

 فبعد هذه الجملة طلب مني الخروج والوقوف أمام الطلبة، وفي نفسى "أنا إيه اللي خلاني أتكلم بس"، وبمُجرّد الاستقرار علي إحدى البلاطات وقبل أن أرفع رأسي، فإذا ببعض الضحكات التى جعلت ثقتى بنفسى تهتز، عرفت فيما بعد أنها كانت بسبب رسمة التي شيرت، فبدأ معي بالحوار "كتبت حاجة قبل كده؟"، فأجبته بالرفض ليرد "طب عايز تكتب ليه؟"، "عادي عايز أكون كاتب".

فطلب أن يسمع مني مقولة أحبها لأي شخص فلم أجد أمامى سوى جُملة (التقدير خسرّنا كتير).. بس بصراحة معرفش مين اللي قالها، وكانت تلك هي الجملة التي حولت القاعة إلى مسرح تُمثّل عليه مسرحية كوميدية، وبعد فاصل من الضحك، طالبني بأن أبدأ فى الكتابة ولو بمقولة واحدة في اليوم أو حتى أكتب مقالًا صغيرًا عن أي حاجة، وخلي صحابك يقرءوه واستغل كل فُرصة قدامك في المجال ده، وحاول في كل حاجة لحد ما تبقى كاتب.

كلامه يمكن يكون حفزني شوية، والحمد لله إني جربت وبدأت أتحرك في طريق أنا شايفه هينجح إن شاء الله، حطيت في دماغي إني مش هخسر حاجة أما أجرب حاجة أنا عايز أعملها، بالعكس كمان لو فشلت هستفيد خبرة من المحاولة دي، ولما آجي أجرب في حاجة تانى مش هكرر الغلط اللي فات.. ومهما غلطت مسيرى في يوم من الأيام هستحق لقب "كاتب" بجدارة.

الجزء اللي فات ده يعتبر المقال كاملًا نزلته ع المدونة من حوالي 6 شهور، وقتها كنت لسه بحلم أبقى «كاتب»، دلوقتي انت بتقرا المقال وهو منشور في مجلة كلمتنا، وممكن كمان تقراه في كتابي الأول «أتوبيس كومبليت» اللي نزل من أيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، عشان كده لو اتسألت دلوقتي حلمك ايه تاني؛ ممكن أغيّر الإجابة من إني أبقى «كاتب» وأخليها «أفضل كاتب».


عبدالرحمن شاكر


الجمعة، 14 فبراير 2014

إنتوا اللي قولتوا مش أنا !



15فبراير2013

مجربتش تنشر اللي بتكتبه، اعمل مدونة، أسلوبك مش أوي، جااااامد، انت هتبقى حاجة، انت عيل فاضي، استمر، دلع المدونة بتاعتك شوية، لما تيجي تكتب حاجة لازم تعمل لها مسودة الاول او على الاقل أكتب الفكرة في ورقة ولا اي قصقوصة و لا حتى على الجينز اللي لابسة عشان متنسهاش، شكلك هتبقى كاتب ولا ايه؟، انت دماغك عالية أوي، الكتابة العفوية حلوة بس اقرا شوية في طريقة الكتابة عشان تتطور، أسلوبك كويس، اشتغل على نفسك أكتر، انت ناقصك فرصة، في تقدّم واضح، مش هتكتب مقالات تاني قريب؟، الصراحة كلامك عادي ومبتقدمش جديد، المقال ده جميل بكل ما فيه وبكرر تاني انت ناقصك فرصة، أسلوبك سهل وبسيط وأفكارك حلوة بس متكتبش كله عامية وشغل الفصحى شوية، مستواك في منحدر الصعود على رأي مرسي، في تقدٌّم هايل، ممكن آخد المقال أنشره في موقع صوت العاصمة؟، لازم تكتب في أي جريدة ولا أي حاجة لأنك أحسن من ناس كتير، كويس بس في أحلى، استمر.. كلامك بيعبر عننا، بتعجبني وجهة نظرك، مقالاتك بتضحكني بجد، مجربتش تبعت لأي حد ينشرلك، أسلوبك جديد ومُبتكر، قتلتني ضحك، أسلوبك هايل بجد، جرّب ابعت لمجلة «كلمتنا»، انت منزلتش كتب قبل كده؟، المقال في المُجمل رائع.. انت كام سنة، اكتب مقال عن الثانوية العامة ولو كويس هينزل في عدد شهر 7، مش ناوي تعمل كتاب، المقال كويس وهينزل في شهر 7 ان شاء الله، كتابك امتي؟، أسلوبك في الكتابة لذيذ أوي ويجذب، تمنياتي بالتوفيق لهذا العمل المحترم.. ممكن تكلمني عشان نتفق على تفاصيل نشر الكتاب، أول ما ينزل هقرأه وأقولك رأيي ان شاء الله.. بالتوفيق، ألف مبروك «اعتبرني قولتها كتير على قد ما اتقالتلي»، كتابك امتى، هتلحق المعرض؟، أنا جبت كتابك وهقراه، كتابك موجود فين، أنا بتعلم منك، حفل توقيعك امتى؟، كتاب مابين الجيد والجيد جدًا، كتابك حلو جدًا.. فيه مقال أو اتنين معجبونيش بس اجمالًا الكتاب حلو، أفضل حاجة فيه تحسه بيعبر عنك كشخص مصري، كتاب حلو جدًا بالنسة انه أول أعمالك، الكتاب جامد جدا جدا عجبني طريقة الكتابه أوي.. تحس انك قاعد مع واحد بيحكيلك مش انك بتقرا كتاب زي ما اتعودنا ويشدك اوي لدرجه انك متبقاش عايز تسيبه لحد ما تخلصه، بجد الكتاب جامد جدًا ومستنيين المزيد، في المجمل الكتاب حلو وكل مقال احلي من التاني المهم ان الكتاب كان هيفضحني.. فاتحة ملزمة الفلسفة وحاطه جواها الكتاب وعمالة اضحك، أنا دورت على كتابك النهاردة في المعرض وقالولي خلص!، الكتاب ممتاز جدًا.. من الحاجات الرائعة انه بيحكي سلوكياتنا بس بطريقة ساخرة.. كمان أسلو الحكي حلو جدًا، هنبدأ نجهز الجزء التاني من الطبعة، أنا خلصت الكتاب بس هقراه تاني، انت عبقري!، عجبني فيه فصل واحد بس.. بالتوفيق فالتالي، الكتاب عجبني جدًا.. برافو!، بجد الكتاب حلو أوى وكنت مسمتعة جدا وانا بقرأه عكس كتب تانية كنت عايزة اقفلها من اول كام صفحة!، أكتر حاجة عجبتني انك اتكلمت في حاجاة بتدور في دماغي.. حسيتك بتقرا أفكاري، أنا قريت الكتاب مرتين في خمس تيااااام، رائع على فكرة.. أنا من النهاردة بقيت من الفانز بتوعك، اسلوبك جميل وبتتكلم عن كل حاجة .والأهم من كل ده أنى عرفت انك مش منهم «عبيد البيادة&الخرفان»، مستنيين أعمال تانية.. كمّل لأنك موهوب!

15فبراير2014


من هُنا بدأت ومن هنا أعود J، ما بين كل فصلة والتانية في الكلام اللي فوق، ده كان رأي أشخاص في اللي بكتبه سواء أصدقاء، قُراء، كُتاب شباب وبعض الكتاب المشهورين، سنة كاملة بكتب من مدونة لمجلة لكتابي الأول «أتوبيس كومبليت»، ورجعت فتحت المدونة والميل والجودريدز والفيسبوك وتويتر ولميت كل الآراء اللي جاتلي بترتيب زمني عشان أحتفظ بيها في الموضوع ده وأهي تبقى ذكرى لو بطلت كتابة ولا حاجة، فبعد سنة كاملة من بداية الكتابة أحب أشكر كل واحد لقى نفسه بين فاصلتين، مكملين J

عبدالرحمن شاكر

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

عاداتي وتقاليدي.. اذهبي للجحيم



كم هو ضروري أن نمحو من ذاكرتنا بعض العادات والتقاليد الخاطئة المُتعفنة والراسخة في عُقولنا لدرجة أشبه بالعُرف، فحياتنا اليومية أصبحت عادات وتقاليد مُتكررة أغلبها خاطئة، ولكنه نظرًا لأن (أهالينا علمونا كده) فأصبحت التقاليد من الأشياء المُقدّسة الممنوعة الاقتراب أو تحديثها أو مجرد التفكير فيها والخروج عن المألوف بعض الشىء.

انُظر إلي يومك الروتيني من بدايتهِ وحتى نهايتهِ، ستجدُ أنَكَ تفعل هذا لأن (بابا قالي كده) ولا تفعل ذلك لأن (ماما قالتلي متعملش كده)، وماذا عن عقلِك الآن، فأخبرتني العادات بعض الأشياء العجيبة التى لم ولن يقتنع بها عقلي الكسول الذى أحاول أن أدفعُه إلى العمل دائمًا (عشان ميتربش مـ الركنة).

فبدأت حياتى بولادة لا أعلم مُجمل تفاصيلها وبعدها بأسبوع واحد فقط، بدءوا بنقل العادات المُتعفنة المُتعلقة في أذهانهم إلى عقلي الذى لا يفقه شيئًا مُطلقًا، فكانت أول العادات التي عرفتها منهم قمة في الإزعاج، فرأيت بعض الأقارب يُبعثرون الملح يمينًا ويسارًا وأخرى من هُواة الإزعاج ظلت مُنهمرة في دق الهون في الثانية الواحدة بسرعة كبيرة خوفًا من الحسد، وأنا أخاطب نفسي في صمت "ما هذا العالم الذي قد أتيت إليه"، لأجد الإجابة بعدها (اثبت يا وحش)، وإذا بالمزعجة تهتف مرة أخرى (اسمع كلام أمك، متسمعش كلام أبوك) فترد أخرى (اسمع كلام أبوك، متسمعش كلام أمك) ليرد البعض (سيبك من أمك وأبوك واسمع كلامي أنا)، لأجد الإجابه لهم ممزوجة بالشتيمة (أنا مش ناقص مزاولة يا ولود الـ ...).

 وظللت حيًا بنفس العادات حتى وصلت لعمر العامين، وإذا بعادة جديدة تُخبرنى بأنه لا بد أن أبدأ الأكل بــ "بسم الله الرحمن الرحيم"، وذلك ليس لأنه ديننا يحث على ذلك، ولكنها قيلت مُجرَّد رغبة في (إننا منأكلش الشيطان معانا)، وبدأت أفعل وآكل أيضًا حتى تبقى بعض الطعام، وأنا أخاطب نفسى سرًا "ما كُنت سمّيت وأكلت الشيطان معايا وآخدت ثوابُه بدل ما الأكل ده يترمي".
وتوالت العادات عفِنة تلو الأخرى حتى سن الرابعة لأجد بعض العادات الأغرب، ألا تأخذ الحلوى من الجار أو من أحد الأقارب حتى يصدر الفرمان من الست الوالدة (خلاص خدها يا حبيبى)، وسنة تلو الأخرى والعادات تترعرع في الذهن الذى أصبح شبيهًا بالحاسب الآلى ليس لذكائه بل لأنه اعتاد أن يستقبل العادات وينفذ دون التفكير فيها.

 فوجدت في نفس الفترة عادة جديدة تخبرنى بألا أقوم باللعب في المقص كثيرًا (عشان بيجيب الفقر)، وإذا كان التيار منقطعًا فلا تشعل الشمعة في المرحاض (عشان متتلبسش)، وألا تترك الحذاء وجهه لأعلى (عشان كده حرام).
وبدأت أن أشُم رائحة كريهة تتبادر من الذهن لكثرة العادات به، فما أن وصلت لسن الرابعة عشر لأجد عادات جديدة أخرى.. ألا تناقش شخصًا كبير السن حتى وإن كان لا يفقه شيئًا فيما يتحدث، لأن (أكبر منك بيوم.. يعلم عنك بسنة)، وأنه إذا حاولت التوفير لسبب ما (تبقى بخيل)، وحينما تتلفظ الإنجليزية بطريقة صحيحة فتُصبح (شاب طرى)، وإذا بطائر ما فعل ما نفعله من عمليات إخراجية (يبقى هتتكسى).. ولا أفهم ما علاقة (الـ .ـ... باللبس الجديد).

وإذا بسن المُراهقة لأجد عادات أحدث عَفَانة، لتُخبرنى العادات أن النجاح يتلخص في دخول كُليات القمة فقط (والباقيين فشلة)، مما دَعَا إلى قتل الآلاف من المواهِب الباحِثة عن النجاح دراسيًا من أجل دُخول كُلية القمة، وأن تُعارض الجميع في بعض الأشياء (عشان تبقى محايد)، وعندما تسقط إحدى رموش العين (يبقى فيه حد بيفكر فيك)، فمرت مرحلة تُقدّر بثلاث أرباع العمر تقريبًا، ولكنها مثلت رُبع العادات العفنة فقط، لأن ما تبقى من عادات راسخة (شيلناه لوقت عوزة) وهو سن دخول الجامعة.
فبدأت (الروشنة) ببعض العادات وأن السائق بسُرعة عالية في الطرق (أمه اللى جابتهاله)، وأن أي شخص هوايته الرسم أو الغناء فيصبح (عيل فرفور)، وأن تحاول الفشل في دراستك الجامعية علي قدر الإمكان (عشان متدخلش الجيش)، ودعاء الحاج بارك الله فيه بتمنيه انضمامي للخدمة العسكرية حتى تصبح راجل "على حد قوله".
وعندما تُنهي دراستك وتبدأ في العمل فتجد عادة أحدث في انتظارك.. فإذا كان راتبك قليلًا فلا داعي لإخبار الناس عنه بمبدأ (داري على شمعتك تـقـيد) وإذا كان كثيرًا فلا تخبر به أحدًا أيضًا (عشان الحسد)، ولكننى أرى أنه لا جدوى مِن هذا لأنه بمُجرد أنك تعمل في هذا البلد فهو ما يستحق الحسد.

 وعندما أبدأ التفكير فى الزواج أجد أمي تخاطبنى (إيه رأيك في بنت خالتك، وأهو اللي نعرفه أحسن من اللى منعرفوش)، لتجد أعز أصدقائك يقوم بالرد (يا حبيب مامى)، فتذهب لتكمل النصف الآخر من الدين (باعتبار إن النُص الأول موجود)، وتدخل منزلًا جديدًا لتجد عادات آخرى، أنه يجب على العروس أن تقدم القهوة للضيوف ووجهها ناظرًا للأرض (عشان لازم تتدلق.. ودلق القهوة خير).
 وربما قد يؤجَل لأن (العروسة لسه بتدرس) ،فتجد نفسك ترد بعادة عفنة نتيجه تكاثر العادات اللا إرادي في الذهن (ما هي كده كده الشهادة هتتعلق في المطبخ)، وحتى بعد الزواج تظل العادات مُستمرة وراسخة في الذهن.. فالزوج الذي يستشير زوجته في شىء ما (تبقى مراته اللي ممشياه).

السبت، 19 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (4)


لطالما تمنى المواطن أن يستقل طائرته الخاصّه ويذهب بها إلى كل مكان بالعالم ليرى جماله ، ويستقر ويهبط بها على جزيره بعيده عن ازعاج عالمه القريب الذى لا يُفارقه ، هارباً من الإزدحام المصرى الروتينى اللازم تواجده ، واستفاق من أحلامه وهو جالساً فى " المينى باص " المُتجه إلى وسط المدينه لزياره بعض الأصدقاء ، وإذا بالسائق يخاطب الرُكاب ..
- اللى عايز السودان ولبنان يقرب ع الباب
*فهلع بعض الرُكاب على حافه النزول من المركبه قبل أن يرد عليه آخرون طلبوا منه وصفه سريعه للذهاب إلى شوارع ( سوريا - عدن - اليمن - إيران ) المجاوره للمنطقه المُتواجَد بها السياره * .
فبعد أن سمع المواطن أسماء تلك الشوارع ، رجع له الأمل من جديد ، وقد وضع فى مُخيلته أنه يستقل طائرته الخاصه ويمر على تلك البلدان وليس مجرد شوارعها ، وقد عزم النيه على أن يذهب بها إلى دول الجامعه العربيه كلها " من خلال الشارع المُسمى عليها " .
وكان السائق يساير حلمه بسرعته العاليه حتى اعتقد المواطن أن الحلم سيتحول لحقيقه ، فاندمج المواطن مع جنون السائق وقام بإغلاق عينيه ليكتمل الحلم .. 

وكانت استفاقته الأولى من أحلامه الزائفه ممزوجه بشعور انسحاب روحه من جسده .. فقد اضطر سائق الطائره " المينى باص " الهبوط اضطرارياً من أعلى الكوبرى ! 


عبدالرحمن شاكر

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (3)


فى الثامنه من صباح يوم جديد مُفعّم بالتفاؤل ، خرج المواطن من منزله مُتجههاً إلى السجل المدنى الخاص بمنطقته لإسخراج شهاده وفاه لجده مُحضراً معه كل البيانات المطلوبه لإستخراجها من تاريخى ميلاد ووفاة جده ، وإثبات شخصيته التى ستُثبت صله القرابه بينهما ، وإحتراماً لقواعد النظام العامه وقف المواطن فى طابور أوله أمام موظفه السجل المدنى وآخره يبعُد خمسه عشر متراً من بوابه الخروج من السجل المدنى ، وبعد مرور ساعه ونصف تقريباً من وقوف المواطن بالطابور المُشمس وسيره فيه كالسلحفاه وصل إلى أول الطابور وبدأ بمخاطبه الموظفه ..
- عايز أطلع شهاده وفاه لجدى
- اسمه ايه .. * قالتها بطريقه إشمئزازيه من المواطن غير ناظره اليه *
- مروزق حامد ربه
- تاريخ ميلاده
- 1 يناير 1919
- لأ دى مش من السجل ، دى تجيبها من دار المحفوظات فى القلعه .. إللى بعده .
- طب حضرتك .. * فردت مقاطعه *
- ياللا يا أستاذ خلصنا .. قولتلك مش هنا .
فخرج المواطن مُحبطاً حزيناً على ضياع وقت الوقوف فى الطابور ولكنه عزم على التوجه إلى القلعه حيث دار المحفوظات ، وعندما وصل إليها قرر عدم إحترام قواعد النظام قبل أن يتأكد من وجود مُبتغاه بالمكان ، فسار  إلى أول الطابور ووجه كلامه للموظف ..
- لو سمحت كنت عايز * قبل أن يعارضه عشرات المُصطفين ويقاطعه الموظف *
- أقف فى الطابور يا أستاذ بعد إذنك .. متلغبطليش الدنيا
- أنا عايز أسأل على حاجه بس
- الإستعلامات هناك أهى
* فتوجه إلى الإستعلامات مُخاطباً الموظف *
- هو المفروض أطلع شهاده وفاه لجدى منين
- تاريخ ميلاده ايه
- 1 يناير 1919
- دى تطلعها من السجل المدنى
- منا روحت وموظفه السجل قالتلى من دار المحفوظات
- ليه هو جدك مات قبل 1950
- لأ مات 2002
- لأ .. اللى فى دار المحفوظات اللى ماتوا قبل 1950 بس ، إرجع تانى هاتها من السجل المدنى وفهمها إنه مات 2002 مش 1919 عشان ممكن تكون إتلغبطت بس .
- طب أنا ذنب أهلى إيه إن هى غبيه ومش مركزه فى الكلام
- وأنا مالى يا عم ما تروح تسألها هى * فتركه المواطن متجهاً إلى الخارج قبل أن يناديه الموظف مره آخرى * ، بقولك ايه .. لو لقيت عم رمضان الفراش بره وإنت خارج قوله يبعت لى شاى هنا .
فاكتفى المواطن بسبه سراً منعاً للمشاكل ، وقرر العوده مره آخرى إلى السجل المدنى ودخل إلى الموظفه مباشره متلاشياً الطابور ..
- انتى مش قولتيلى شهاده الوفاه من دار المحفوظات
- آه
- أنا روحت وقالى إنها من السجل عادى
- ياعم اللى مات قبل 1950 فى دار المحفوظات
- أنا قولتلك اتولد 1919 مش مات 1919
- لا والله .. يبقى أنا إتلغبطت .. معلش
- معلش ! ، طب إتفضلى طلعيهالى وخدى الورقه اللى فيها البيانات أهى
* عملت سيرش على الكمبيوتر بالبيانات اللى إدهالها المواطن والنتيجه مفيش وجود للبيانات دى *
- البيانات دى مش موجوده على الكمبيوتر
- يعنى إيه .. جدى ده كان فوتوشوب
- روح اسأل فى مصلحه الأحوال المدنيه فى العباسيه
- ودى هلحقها النهارده
- آه يدوبك
فخرج المواطن مره آخرى بإحباط جديد من السجل المدنى فى أمل أن يعثر على ضالته فى هذا اليوم وسرعان ما توجه إلى العباسيه ودخل مباشره مُخاطباً بعض الماره على بوابه الخروج من المصلحه على مكان إيجاد ضالته ، ثم وصل إلى المكان الذى وصفوه له .. وروى روايته إلى الموظف مُتسائلاً ما عليه فعله ، فأجابه الموظف ..
- البيانات لو مش موجوده فى السجل ودار المحفوظات بتجيب إستماره فقد بيانات وتملاها وتقدمها للجهه اللى طالبه البانات دى منك ودى بتحل مكان البيانات المفقوده
- وأجيب استماره فقد البيانات دى منين
- من السجل المدنى التابع ليك
- أقولك على حاجه .. حسبى الله ونعم الوكيل ، أقولك حاجه تانى .. الله يحرقك يا جدى .




عبدالرحمن شاكر



الخميس، 3 أكتوبر 2013

حكاية مواطن مقهور (2)

بعد إنتهاء المواطن من عمله وإنتظاره فى موقف سيارات الأجره بضعه ساعات منتظراً أى سياره قد تأتى وتنقله إلى منزله ، وفى ظل التزايد البشرى قد شاهد سياره قادمه من بعيد وأخذ ينظر حوله ويراقب تحركات من حوله آملاً فى الإلحاق بمقعد خالِ فى السياره ، وبعد إقتراب السياره وهجوم المُنتظرين عليها ناظرين إلى قائدها الذى ينظر إليهم ببروده تامه ويخبرهم " مش هحمّل دلوقتى " ، فيستقبل ما فيه النصيب من السُباب سراً مع قليل من الدعاء ومقدار بسيط من الحسبنه .

وبعد أن أعطاهم جُرعه الذُل من وجهه نظره قرر أن يسمح لهم بالركوب بأجره زائده مع الخضوع له آملين فى الوصول ، وبعدما تحرك فى طريقه بالسرعه الجنونيه وبدأ فى إشعال القِرطاس الصغير الذى لا يُفارقه ، وبدأ فى فتح زُجاجه مكتوب عليها "ID" ، فبدأ فى الشُرب من كليهما ، والسُرعه تزداد ، وكأن ما يشربه يصل إلى مكان تخزين الوقود بالسياره لتُزيد من سُرعتها ، فبدأ المواطن فى الإضطراب وقرر مُخاطبه السائق ..
- ياسطى براحه شويه
- أنا عارف بعمل ايه
- وأما نلبس فى حاجه يعنى هيبقى حلو
- والله أما نلبس فى حاجه ابقى اتكلم !
فقرر المواطن مُخاطبه الشُرطه عبر هاتفه لإيجاد حلاً لهذه المُشكله ، وعندما اتصل فكان الرد عدم المزح معهم ، وأنه إذا كان البلاغ خاطئاً سيتعرض إلى المُسائله القانونيه ، فأكمل المواطن مُكالمته إلى أن وصل إلى أحد رجال الشرطة هاتفياً وبصوت مُنخفض حتى لا يسمعه سائق السياره ، بدأ فى الحديث معه ..
- حضرتك احنا راكبين دلوقتى ميكروباص والسواق ماشى بسرعه جنونيه وبيشرب مُخدرات وازازه كده مكتوب عليها " ID "
- انت بتقول ايه .. الكلام ده بجد
- أيوه يافندم واحنا دلوقتى ع الدائرى .. ممكن حد ينقذ الموقف
- استحاله اللى بتقوله ده ..أنا بدور على الـ "ID بطيخ " من امبارح مش لاقيها

عبدالرحمن شاكر

الجمعة، 30 أغسطس 2013

حكايه مواطن مقهور

خرج المواطن من منزله مبكراً متوجهاً إلى عمله ، فتوجه إلى الطريق وكعادته اليوميه تذكّر حوادث الطرق المتكرره التى يراها أمامه ، والتى يقرأها ويراها فى بعض وسائل الإعلام ، فقرر التركيز برهه من الوقت ليستطيع عبور الطريق بلا خسائر ، فأخذ ينظر بتمعن إلى اليسار ناحيه السيارات القادمه المسرعه وينتظر أن يخلو الطريق شيئاً فشيئاً كى يستطيع أن يعبر بسلام .

مرّ كثيراً من الوقت ناظراً يساره يصطحبها إهمال من سائقى المُسرعات ذوى اللامبالاه بالمُشاه .. وهكذا . إلى أن خلا الطريق نسبياً على يساره وكانت أقرب سياره للمواطن على بُعد تقريباً 300 متر وتسير بسرعه متوسطه ، ويستطيع المواطن أن يعبر بكل راحه من أمامها ، فشرع المواطن فى العبور مقاطعاً الطريق وناظراً إلى السياره التى تقترب منه ، سمع صوتاً مروعاً ليصيبه بارتباك ، ولكنه سرعان ما اطمئن لانه يرى أن السياره القادمه لا زالت بعيده ، وكان هذا الصوت قد سمعته من قبل فى أحد الأفلام لسفينه ماره من قناه السويس ، ولكن كان الصوت هنا لمقطوره آتيه من يمين نفس الطريق الذى لم ينظر إليه المواطن ، وبسرعه أكبر من سياره اليسار التى أصبحت تبعد 10 أمتار عن المواطن ، لينظر المواطن بتعجب الى يمينه والى يساره ليجد نفسه نقطه المنتصف بين سيارتين مسرعتين كلاهما تبعد مقدار ثلاثه أمتار عنه ، الله يرحمه .. مات مفزوع !