ONline

الثلاثاء، 11 مارس 2014

أنت أحسن واحد


نشر في مجلة كلمتنا - عدد شهر فبراير


رُبما قد سمعتها من قبل عن طريق شخص يحبك ويتمنى لك النجاح، ولكنها لها أثر غريب عندما تسمعها من شخص لا يعرفك، والأغرب أنها قيلت لقُرابة الخمس مائة فرد في نفس اللحظة، بالتأكيد هو لم يقصدنى بها شخصياً ولكن (أنا خت الكلام على نفسى)، وقعَت هذه الجُملة على أذني وكأنها قيلت في فرح شعبى في حارة بميكروفون ألغى جميع مهامه والتزم بـصدى الصوت، هكذا استقبلتها من مُدرب التنمية البشرية الذي حاول رفع المعنويات لدى الحضور بهذه الجملة التي لم يهتم بها الكثير، وحاول أيضًا الشرح بأمثلة قامت بنجاح غير مسبوق مثل (ستيف جوبس) الذى أصبح مليارديرًا من الصفر.

لو أنت بتصحى الصبح معاك 86400 جنيه كل يوم، هتعمل بيهم إيه؟..
مهما كانت إجابتك إيه، أكيد مفكرتش إنك ترمي جزء من الفلوس فى الشارع، الـ 86400 جنيه دول هما الثواني الموجودة في يومك، اتعامل معاها على أنها فلوس وحاجة متقدرش تفرط فيها بالساهل واستغلها في إنك توصل لمنصب أحسن واحد.

ثم حاول المدرب تشجيع البعض على الحديث قبل أن يصطدم بـالعبد لله، ليسألني "شايف نجاحك في إيه؟"، فأجبته الإجابة التقليدية لدى جميع المصريين "أخلص دراسة وجيش وأشتغل شغلانة كويسة وأتجوز وأعيش حياة مُستقرة"، فرَد "دى أبسط حاجة إنك تفكر تعملها، طب ولو فى حاجة عايز تحققها؟"، فترددت قبل أن أُجيبه "عايز أبقى كاتب".

 فبعد هذه الجملة طلب مني الخروج والوقوف أمام الطلبة، وفي نفسى "أنا إيه اللي خلاني أتكلم بس"، وبمُجرّد الاستقرار علي إحدى البلاطات وقبل أن أرفع رأسي، فإذا ببعض الضحكات التى جعلت ثقتى بنفسى تهتز، عرفت فيما بعد أنها كانت بسبب رسمة التي شيرت، فبدأ معي بالحوار "كتبت حاجة قبل كده؟"، فأجبته بالرفض ليرد "طب عايز تكتب ليه؟"، "عادي عايز أكون كاتب".

فطلب أن يسمع مني مقولة أحبها لأي شخص فلم أجد أمامى سوى جُملة (التقدير خسرّنا كتير).. بس بصراحة معرفش مين اللي قالها، وكانت تلك هي الجملة التي حولت القاعة إلى مسرح تُمثّل عليه مسرحية كوميدية، وبعد فاصل من الضحك، طالبني بأن أبدأ فى الكتابة ولو بمقولة واحدة في اليوم أو حتى أكتب مقالًا صغيرًا عن أي حاجة، وخلي صحابك يقرءوه واستغل كل فُرصة قدامك في المجال ده، وحاول في كل حاجة لحد ما تبقى كاتب.

كلامه يمكن يكون حفزني شوية، والحمد لله إني جربت وبدأت أتحرك في طريق أنا شايفه هينجح إن شاء الله، حطيت في دماغي إني مش هخسر حاجة أما أجرب حاجة أنا عايز أعملها، بالعكس كمان لو فشلت هستفيد خبرة من المحاولة دي، ولما آجي أجرب في حاجة تانى مش هكرر الغلط اللي فات.. ومهما غلطت مسيرى في يوم من الأيام هستحق لقب "كاتب" بجدارة.

الجزء اللي فات ده يعتبر المقال كاملًا نزلته ع المدونة من حوالي 6 شهور، وقتها كنت لسه بحلم أبقى «كاتب»، دلوقتي انت بتقرا المقال وهو منشور في مجلة كلمتنا، وممكن كمان تقراه في كتابي الأول «أتوبيس كومبليت» اللي نزل من أيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، عشان كده لو اتسألت دلوقتي حلمك ايه تاني؛ ممكن أغيّر الإجابة من إني أبقى «كاتب» وأخليها «أفضل كاتب».


عبدالرحمن شاكر


هناك تعليقان (2):

  1. ألف مبروك ومن نجاح لنجاح!

    ردحذف
  2. بالتوفيق ليك يارب, ويارب كلنا نوصل زيك كدا

    ردحذف