ONline

الاثنين، 17 يونيو 2013

بابا مرسى !





عند بدايه حديثك فى السياسه والأحوال الداخليه متذكراً مساوئ النظام الحاكم مع ضروره انتقاد رأس النظام فعادهً ما يرن جرس إنذار بصوت " اعتبره أبوك يا أخى " ، وبدأ هذا الجرس فى الرنين بيد الفلول فى بدايه الثوره من أجل إجبار الثوار على التخلى عن مطالبهم عن طريق تزويد الفاسد بمزيد من إحترام الأب الذى لا يستحقه ، ولم يُجدى معهم شيئاً وثبتوا على مواقفهم ، وتمنهج مطبلاتيه النظام الحالى نفس ما تمنهجهه ذوو الخبره فى التطبيل ، وهو تبرير طفولى من جماعه بدائيه التبرير السياسى لاخفاقاتهم الموجعه نحو بلدهم .

ربما يعتقدون اننا اذا اعتبرناه أباً لن ننتقده ولن نُثنيه عن أفعاله الصحيحه فى عدسات نظاره اخوانيه مُشوهه ، والخاطئه فى نظر وطن بأكمله ، وربما يظنون أن هذا الأب فوق المُسائله .. يمكن تكون نظريه ( أب فوق المسائله ) ده فى قاموسكم انتوا ، بس باقى المصريين ميعرفوش غير قاموس اللى يغلط يتحاسب واللى مش قدها ميجيش يحُكها .

لم أسمع يوماً عن أب قررّ الشحاته حتى يوفر مصدر قوته لرعيته بالرغم من عرض الرعيه له فى المساعده ولحفظ ماء الوجه لكبير الأسره ، ولكنه تصرف طائش طبيعى من مكتسب أبوّه جديد يريد اثبات مقدرته بدون مُساعده من أحد ( فنجرى بؤ ) حتى وان كانوا المساعدين من الابناء ، ولم أعرف أباً يجبرنا على قطع الكهرباء عن غُرف المنزل بالتدريج واحده تلو الآخرى لتوفير الكهرباء ومع ذلك لن يتحرك قيد أنمله تجاه فيشه أحد الجيران فى بريزه الكهربا التى بغرفته التى تسكنها الكهرباء بدون انقطاع ، ربما قد قرأت فى احدى صفحات الحوادث يوماً عن أب يقتل ولد من أولاده سواء كان أباً مجنوناً أو لسبب ما كالخروج عن طوعه ولكن دائماً ما كان يأتى الخبر مصطحباً بـ ( القبض عليه ) فى كلا الحالتين . 

لم يجدى التبرير الطفولى معنا فقاموا برمى آخر كارت فى أياديهم وهو ( الدين ) فكان " الخروج على الحاكم حرام شرعاً " هو الشعار الجديد ، وربما قد نسوا اجابته صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن أفضل الجهاد فقال " كلمه حق فى وجه سلطان جائر " ، بل ربما نسوا أن الخروج علي الحاكم كان حلال فقط أيام المخلوع وسيصبح حلال أيضاً بعدما تُصبح أباً مخلوعاً كمن قبلك ، ولكنه حراماً طالما انت الحاكم ، ( متروحش تبيع المياه فى حاره السقايين ) .. يعنى متتكلمش فى الدين مع ناس عارفه دينها أكتر من المُدعيين بمعرفته ، أصل الدين عندنا ثابت غير قابل للتفصيل على الأشخاص أو الجماعات .

أنا ممكن أعامل الرئيس مُعامله الأب ومعنديش أدنى مشكله ، بس بشرط .. لما يبقى يعاملنى فى الأول مُعامله الابن ، أما اذا كانت الدوله رئيسها أب ورئيس وزارتها أُم والجماعه لها تدخُّل فى الحكم والأقارب مستشاروها ، فـأعلن أننى برئ من هذه الأسره ومن أفعالها وسأوثق برائتى منها يوم 30/6 ان شاء الله ، ومع التبرأ من هذه الأسره أتوسل لكريم عبدالعزيز بأن يعيرنى مقولته " دى أسره واطيه " .


عبدالرحمن شاكر

هناك تعليقان (2):